في وداع المونديالي أحمد راضي.. يوم أسود لكرة القدم العراقية
21:27 - 21 يونيو 2020توفي نجم المنتخب العراقي السابق أحمد راضي، يوم الأحد، بعد تدهور حالته الصحية بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، تاركا خلفه حزنا كبيرا بين ملايين العراقيين، بعد أن كان قد أسعدهم لسنوات عديدة في ملاعب كرة القدم.
وعلى الرغم من الفيديوهات "التطمينية" التي نشرها راضي للشارع العراقي، في الأيام الأخيرة، إلا أن تدهور مفاجئ في حالته الصحية أدى لوفاته في بغداد، صباح الأحد.
ونعى النجم الراحل عدد كبير من نجوم كرة القدم العراقية والعربية، بينما قال موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن "كرة القدم خسرت أسطورة اليوم".
مسيرة أسطورة
وخلال 17 عاما مع المنتخب العراقي، صال وجال أحمد راضي وأصبح من أساطير أسود الرافدين، حيث خاض أكثر من 120 مباراة دولية، حقق فيها إنجازات تاريخية للعراق.
وحتى يومنا هذا، يعتبر أحمد راضي صاحب الهدف الوحيد للمنتخب العراقي في بطولات كأس العالم، والذي جاء من تسديدة متقنة في مرمى بلجيكا وحارسها الشهير جان ماري بفاف، خلال دور المجموعات بمونديال 1986 الذي أقيم في المكسيك.
كما قاد راضي منتخب العراق للتأهل لبطولة كرة القدم في أولمبياد سيول 1988، وسجل هدفين خلال البطولة أمام غواتيمالا وزامبيا.
وعلى الصعيد العربي، قاد راضي منتخب العراق لتحقيق بطولتي كأس الخليج، عامي 1984 في عمان، و1988 في السعودية.
وساهم أسطورة كرة القدم العراقية بتحقيق "أسود الرافدين" للميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية، بانتصاره على المنتخب المغربي المضيف في المباراة النهائية، في إحدى "الملاحم" الشهيرة التي خاضها راضي مع العراق.
وأصبح راضي من نجوم كرة القدم العربية اللامعين خلال الثمانينات، حتى حاز على جائزة أفضل لاعب في آسيا عام 1988.
التراث العراقي
بعد أن أصبح راضي من أبرز النجوم في العراق، بسبب مهارته العالية وشخصيته المحبوبة، دخل أحمد راضي للبيوت العراقية بدون استئذان.
وأصبحت العبارات التي تضم اسم راضي من العبارات المستخدمة يوميا، سواء للدعابة أو لضرب المثل.
عبارات مثل "من تظن نفسك أحمد راضي؟"، والتي تستخدم حتى اليوم في المباريات الشعبية وبين الأصدقاء عند لعب الكرة.
أو عبارة "جديدة الكلة (الضربة الرأسية) على أحمد راضي"، والتي أصبحت عبارة تستخدم في اللهجة العراقية، والتي تعني أن الشيء ليس بالجديد وهو متعارف عليه، تماما مثل الضربات الرأسية بالنسبة لأحمد راضي، الذي كان يتقنها جدا.
السياسة
وفي الألفية الثالثة، دخل أحمد راضي مجال السياسة، وأصبح عضوا بمجلس النواب العراقي وعضو لجنة الشباب والرياضة في المجلس.
وبالرغم من ابتعاده لاحقا عن السياسة، إلا أنه ظل متطلعا إلى وضع الرياضة في بلاده، وكان في الصورة دائما عند القرارات الرياضية الكبيرة.
وحتى أن وجوده ضمن وزارة الشباب والرياضة الجديدة، برئاسة زميل راضي السابق في منتخب العراق، عدنان درجال، كان أمرا واردا جدا.
حزن كبير
وجاءت وفاة أسطورة منتخب العراق لتمثل صدمة كبيرة للعراقيين، لأنه من الشخصيات العراقية التي لا يختلف على حبها اثنين، ولأنه من ترك أثرا كبيرا بين الأجيال العراقية المختلفة.
كما مثلت وفاته صدمة كبير، لأنها جاءت مفاجئة، خاصة بعد أن نشر فيديو يطمئن به جمهوره قبل أيام، مما جعل وقع الخبر مضاعفا.
واكتست مواقع التواصل الاجتماعي العراقية بالسواد، هذه المرة لرحيل محبوبها الأنيق، الذي كان خير سفير لبلاده داخل وخارج الملعب.
غموض حول الوفاة
ولم يكشف حتى الآن سبب تدهور حالة راضي الصحية فجأة، الأمر الذي دفع عدد من الصحفيين والمشاهير للمطالبة بفتح تحقيق حول الأمر، لأنها على حد وصفهم، قضية رأي عام.
وكتب الإعلامي أحمد البشير، في تغريدة حذفها لاحقا: "لو كنت بمكان أهل المرحوم أحمد راضي، كنت سأقاتل حتى يتم تشريح الجثة خارج العراق لأتعرف على الأسباب وراء وفاة الرجل".
كما كتب الصحفي الرياضي حيدر زكي: "أسطورة العراق مات في الحمام وحيدا.. إدارة مستشفى النعمان تقول إن سبب الوفاة هو ذهاب أحمد راضي للحمام ونزع أجهزة الأوكسجين، مما أدى إلى حالة اختناق لم تفلح معها إجراءات إنقاذه".
وطالب العديد من الصحفيين بتوضيح من مستشفى النعمان، بسبب وفاة راضي بعد أن كانت حالته الصحية مستقرة في اليوم السابق.
وكان فيروس كورونا قد أودى قبل أسابيع بحياة مدرب منتخب ناشئي العراق السابق لكرة القدم، والشخصية الرياضية المحبوبة، علي هادي، عن عمر ناهز 53 عاما، في واقعة مشابهة.
ومع رحيل أحمد راضي، ودعت كرة القدم العراقية أحد أبرز أساطيرها، التي رسمت البسمة على وجوه العراقيين، بالرغم من الظروف الصعبة التي مر بها البلاد.