إدانة عربية ودولية لجرائم ميليشيات السراج في ترهونة
01:46 - 17 يونيو 2020استنكرت عدد من الدول ومنظمات إقليمية دولية وعربية ارتكاب الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق ومرتزقة تركيا تجاوزات خطيرة وتعذيب للمدنيين في ترهونة وبني وليد والأصابعة وصبراتة بليبيا.
ونشر مسلحو ميليشيات السراج على مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة مقاطع توثق مرورهم الوحشي، الذي لم يستثن بشرا ولا حجرا في عدد من المدن لليبية، ومنها إعدامات ميدانية واعتقال وتعذيب واقتحام للمنازل ونهب محتوياتها وإحراقها وسلب الأملاك العامة والخاصة وتخريب المنشآت.
ووفق حقوقيون، تصل مئات الجرائم المرتكبة إلى مستوى الإبادة الجماعية في ترهونة وبني وليد والأصابعة وقصر بن غشير.
كما دخل أكثر من 4 آلاف عنصر من جبهة النصرة والمتطرفين الموالين لتركيا مدينة ترهونة، ما تسبب في نزوح الآلاف من المدنيين فيما تعرض من تبقوا في المدينة للقتل.
ولم تقتصر انتهاكات الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق ومرتزقة تركيا في ترهونة وجنوبي العاصمة طرابلس، على استهداف المدنيين وممتلكاتهم فحسب، بل تسببت في نزوح 16 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وأمام هذه التجاوزات الخطيرة، دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا حكومة الوفاق إلى فتح تحقيق في عمليات النهب وتدمير الممتلكات في ترهونة والأصابعة، فيما أعرب السفير الألماني في ليبيا عن صدمته إزاء التقارير الواردة عن انتهاكات حقوقية فظيعة في مدينة ترهونة، عقب دخول الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج إلى المنطقة.
ويقول الباحث السياسي، خالد ترجمان، لـ"سكاي نيوز عربية، إن "ما هدد به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام به في ترهونة. وباتت ضحية ممارسات ميليشيات السراج ومرتزقة تركيا".
وأضاف "تم حرق المزارع انتقاما من مدينة ترهونة التي اصطفت إلى جانب الشرعية ودعمت الجيش الوطني الليبي"، مشيرا إلى نزوح الآلاف من جراء العنف.
وكشف ترجمان أن "المقابر الجماعية التي اكتشفت هي لضحايا الهجرة غير الشرعية ودفنت من جانب الهلال الأحمر"، وتسائل "لماذا لم تعرض حكومة الوفاق صور للجثث وتم وضعها في أكياس سوداء؟"، مضيفا أن ذلك يوضح أن هذه المقابر ما هي إلا لضحايا الهجرة غير الشرعية.
وأكد الباحث السياسي أن "تعذيب العمال المصريين هو نفس النهج الذي قام به داعش مع الأقباط المصريين من قبل"، لافتا إلى أن "الميليشيات لا تعترف بالقانون وتعتمد على أسلوب التهجير وهو نفس النهج التي تقوم بها عند دخولها لأي مدينة".
من جانبها، أعلنت جامعة الدول العربية أنها تتابع بانزعاج بالغ التقارير الخاصة باكتشاف عدد من المقابر الجماعية معظمها في مدينة ترهونة الليبية خلال الأيام الماضية.
ودعت إلى إجراء تحقيق متكامل بهذا الشأن وفقا للقانون الدولي، كما نبهت الجامعة إلى عدم مشروعية أساليب احتجاز وإهانة وتعذيب المدنيين سواء كانوا من الليبيين أو من جنسيات غير ليبية.
كما عبر أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، عن قلقه من الأوضاع في ليبيا، التي وصفها بشديدة الصعوبة والخطورة، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة تحت مظلة الأمم المتحدة.
وقال: "نحن دعم دعوة الأمم المتحدة لإجراء تحقيق في كافة الانتهاكات في ليبيا. لا بد من التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة الليبية".
وأضاف "حلف الناتو يدعم الجهود المبذولة بقيادة الأمم المتحدة وكذلك مبادرة مؤتمر برلين ومخرجاته".
وكانت فرنسا قد طالبت بإجراء محادثات مع دول حلف الناتو بشأن دور تركيا العدواني في ليبيا، حيث باتت العلاقات متوترة مع أنقرة بسبب سياستها في ملفات عدة آخرها الملف الليبي.