مقتل دروكدال.. ضربة موجعة للقاعدة وتحذير من عمليات انتقامية
18:36 - 07 يونيو 2020أجمع متخصصون وخبراء بشؤون الجماعات المتطرفة على قوة الضربة التي تلقاها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وذلك عقب مقتل زعيمه عبد المالك دروكدال، محذرين في ذات الوقت من احتمال لجوء التنظيم المتطرف لرد انتقامي.
وتمكنت القوات الفرنسية من قتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبد المالك دروكدال خلال عملية في شمال مالي، وفق إعلان وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، الجمعة، حيث قالت على تويتر: "في الثالث من يونيو قتلت قوات الجيش الفرنسي بدعم من شركاء محليين أمير القاعدة في بلاد المغرب عبد المالك دروكدال، وعددا من أقرب معاونيه، خلال عملية في شمال مالي".
وذكرت بارلي أن القوات الفرنسية، التي يبلغ قوامها نحو 5200 في المنطقة، اعتقلت أيضا في 19 مايو، محمد المرابط، وهو مقاتل وصفته بأنه مخضرم في المنطقة، وعضو بتنظيم داعش في الصحراء الكبرى.
من هو دروكدال؟
ولد عبد المالك دروكدال، الذي كان يلقب بـ"أبو مصعب عبد الودود" وقتل عن عمر 48 عاما، بإحدى القرى التابعة لولاية البليدة الجزائرية، ويعتبر من بين أخطر المتطرفين وأصحاب السجل الإرهابي في شمال أفريقيا.
وكان دروكدال أحد من شاركوا في سيطرة المتشددين على شمال مالي، قبل أن يصدهم تدخل عسكري فرنسي في عام 2013، ويشتتهم في منطقة الساحل.
وتحت قيادته، نفذ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العديد من الهجمات الدامية، بما في ذلك هجوم عام 2016 الذي استهدف فندقا في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، وخلّف 30 قتيلا و150 جريحا.
وباعتباره زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، كان له دور فعال في اختطاف مواطنين محليين وأجانب في هجمات عدة في تونس والنيجر ومالي.
وبحسب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فقد كان دروكدال خبيرا في المتفجرات، وقد صنع منها الكثير التي استخدمت في عمليات أسفرت عن مقتل مئات المدنيين.
تداعيات مقتل "خبير المتفجرات"
ما من شك أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب قد تعرض لصفعة قوية بمقتل دروكدال، حيث يرى مراقبون أن مصرعه سيضعف التنظيم الإرهابي والجماعات التابعة له، وهو ما أشار إليه الأكاديمي والباحث في التيارات الراديكالية والقضايا الاستراتيجية بجامعة منوبة بتونس، أعلية علاني، والذي قال في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية": "يأتي مقتل دروكدال ليحدث ارتباكا داخل التنظيم المتشدد والجماعات التي تنضوي تحت لوائه، والتي تعيش صراعات خفية فيما بينها".
من جانبه اعتبر الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن غياب دروكدال سيؤثر على تنامي الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، ويضعف الهياكل التنظيمية للقاعدة في القارة السمراء، والتي تتلقى دعما من دول مثل تركيا وقطر.
ومن التداعيات المترتبة على مقتل دروكدال بالنسبة لدول المغرب، إمكانية تنفيذ عدد من العمليات الانتقامية في بلدان الساحل وشمال أفريقيا، بحسب علاني، الذي يرى ضرورة تدعيم الحكومات في تلك المناطق لأجهزتها الاستخباراتية، وتشديد الرقابة على حدودها.
وأضاف علاني: "قد يلجأ تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات خطف لأجانب للتفاوض على إطلاق سراحهم مقابل قيادات معتقلين".
واسترسل قائلا: "سيعوّل التنظيم على هشاشة الوضع الأمني في بعض الدول، وغياب استراتيجيات مكافحة الإرهاب بدول الساحل، وسيصعّب مهمة تجفيف منابع تمويله باللجوء إلى استراتيجيات جديدة قد تتمثل بالتهريب وتجارة المخدرات والسلاح".
ويتفق الخبير في شؤون الحركات المتطرفة، منير أديب، مع علاني حول الرد المتوقع من جانب القاعدة في بلاد المغرب، موضحا أن التنظيمات الإرهابية تولي منطقة الساحل والصحراء أهمية بالغة عقب سقوط دولة الخلافة المزعومة لداعش، وهو ما جعل المتطرفين ينشطون في القارة السمراء.
ولفت أديب إلى أن انتقام القاعدة لمقتل دروكدال قد يكون على شكل عمليات إرهابية يحاول من خلالها التنظيم أن يخدع البعض بأنه لا يزال قويا ولم يتأثر، مشيرا إلى أن القوات الأجنبية وخصوصا الفرنسية قد تكون على رأس قائمة الأهداف الخاصة بالمتطرفين في أفريقيا.