تونس.. انسحاب مورو يضرب بيت النهضة "المتصدع"
17:17 - 26 مايو 2020تزداد الأزمات التي تعيشها حركة النهضة التونسية يوما بعد يوما، والتي اشتعلت مؤخرا بسبب مؤتمرها الحادي عشر، لتجد الحركة نفسها أمام انسحاب واحد من أكبر مسؤوليها.
وأفادت مصادر تونسية، بانسحاب نائب رئيس حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، من الحركة، واعتزاله العمل السياسي، بعد أن كان مرشح النهضة في الانتخابات الرئاسية بتونس العام الماضي.
ونقل راديو موازييك أف أم المحلي عن مورو قوله إنه "قرّر الانسحاب من العمل السياسي والانصراف إلى مشاغل اخرى لها علاقة بالشأن العام".
ويرى مراقبون أن قرار مورو بالانسحاب، يعمق حالة التصدع داخل الحركة، التي تعيش خلافات غير مسبوقة، خاصة وأنها تأتي بعد أسابيع من استقالة القيادي عبد الحميد الجلاصي، الذي أكد خطوته جاءت بسبب تحكم رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، والمجموعة المقربة منه بقرارات الحركة على حساب قادتها التاريخيين.
أما عن الأسباب التي دفعت مورو إلى الانسحاب، فقد قال الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية خالد عبيد، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن "الوضعية الهشة" لمورو داخل الحركة هي المحرك الأساسي لخطوته.
وأوضح أن مورو هو أحد القادة المؤسسين للحركة، مضيفا: "بالرغم من أنه يحوز على (ثقة التأسيس)، فإن وضعه كان مهمشا لصالح الغنوشي، الذي يريد أن يحتكر السلطة داخل الحركة لمصلحته".
"الانقسام.. سمة النهضة"
واعتبر عبيد أن "الانقسام أصبح سمة حركة النهضة"، في ظل الاستقالات المتكررة والمتتالية، لافتا إلى أنه خلال الفترة المقبلة، "سواء عُقد مؤتمر الحركة أم لم يعقد، فإن الانقسام سيكون سمة الموقف".
وتابع: "البعض يراهن داخل الحركة على فترة ما بعد الغنوشي، وسيعمل ما بوسعه لاستبعاده، لكن الغنوشي لديه حسابات أخرى ليبقى متجذرا داخل الحركة، سواء بالبقاء في مركزه، أو من خلال من يعتبرهم خلفاء له، مثل صهره أو ابنه أو أحد من يتفق معهم لضمان تواجده بعد ترك منصبه".
ولدى سؤاله عن تأثير استقالة مورو على الأوضاع في حركة النهضة، أوضح عبيد أن ما قام به مورو "لا يعتبر استقالة رسمية صحيحة، لأنها لم تعلن رسميا"، وأضاف أنه "حتى إن استقال فعلا، فإن قراره لن يكون له تأثير كبير داخل الحركة، لأن وضعه مهمش".
واستطرد بالقول: "حتى في ترشيح حركة النهضة له في انتخابات الرئاسة، كان ترشيحا اضطراريا وليس عن اقتناع، إذ صوتت بعض قيادات الحركة لصالح الرئيس الحالي قيس سعيد وليس لمورو".
وفي الوقت نفسه، نوه عبيد إلى أن هناك استقالات أخرى شهدتها حركة النهضة، أثرت بشكل كبير عليها، مثل استقالة الجلاصي، معتبرا أنه كان لها "تداعيات كبيرة".
وفيما يتعلق بما يعرف بـ"مجموعة الوحدة" المنشقة عن النهضة، رأى الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أنه "ليس لها أي تأثير".
وقال: "أعتقد أنه ربما يكون الغنوشي هو من يحرك تلك المجموعة من وراء الستار بطريقة أو بأخرى، من أجل امتصاص الاحتقان داخل الحركة، لأنه من غير المعقول أن تضم صهره رفيق عبد السلام!".
واختتم عبيد حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، بالقول: "إن أردنا أن نفهم أكثر ما يحدث داخل النهضة، لا بد من أن نتتبع حركة (نسور النهضة) مثل الجلاصي وعبد اللطيف مكي".
وتابع: "أعتقد أن المؤتمر القادم للحركة، إن عُقد، فسيكون مصيريا بالنسبة للغنوشي، لأنه ليس بالإمكان أن يبقى برئاسة الحركة وهناك قيادات شابة تريد أن تأخذ مكانه، خاصة وأن عهده طال بالحركة وامتد لأكثر من 50 سنة، وهذا أمر غير مقبول لأعضائها وللتونسيين عموما".