السراج وبومبيو.. كيف حرّفت طرابلس "المكالمة" لمصلحتها؟
14:23 - 23 مايو 2020اجتزأ المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، مضمون الاتصال مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، فجاء الاجتزاء تحريفا لوقائع الحديث.
ووفق وزارة الخارجية الأميركية، أكد بومبيو للسراج معارضة الولايات المتحدة لاستمرار تدفق الأسلحة والذخائر إلى ليبيا.
وشدد الوزير الأميركي على أهمية الوقف الفوري للقتال، والعودة إلى الحوار السياسي.
أما بيان الوفاق فلم يتطرق إلى اعتراض بومبيو على تدفق الأسلحة إلى البلاد، وتحدث أيضا عن تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب، وهو ما لم يذكره بيان الخارجية الأميركية.
لم يسم بيان بومبيو الدولة التي ترسل أسلحة إلى ليبيا، لكن الدعم التركي بالأسلحة والمرتزقة لحكومة طرابلس بات علنيا.
وكانت أنقرة وقعت اتفاقية أمنية مع السراج في نوفمبر الماضي، وبناء على ذلك أرسلت الشهر الماضي، ما لا يقل عن 100 ضابط تركي إلى ليبيا، فضلا عن طائرات مسيرة وسفن ودفاعات جوية.
ومن جهة أخرى، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول أكثر من 9 آلاف من المسلحين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا عن طريق تركيا، للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي.
واعتبر الباحث السياسي الليبي رضوان الفيتوري أن السراج "يستمد تحركاته من محور الكذب"، معتبرا أن حكومة طرابلس "بارعة في الكذب".
وقال الفيتوري في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، السبت، إن ميليشيات طرابلس "تستخدم صعاليك (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان ولا تملك ذرة من الشجاعة والرجولة".
لكنه أكد أنه "لا جدوى من التصريحات" التي عقبت المكالمة الهاتفية، فـ"تدفق الأسلحة والمرتزقة الذين يرسلهم أردوغان لن يتوقف".
وتابع: "ماذا كانت نتيجة هذه المكالمة على أرض الواقع؟ البلاد تعج بالمرتزقة. أردوغان دخل بثقله إلى المنطقة الغربية. السراج قدم ليبيا على طبق من ذهب لأردوغان".
إلا أن الفيتوري يرى أن المكالمة "قد تكون بوادر لسحب الثقة المزعومة في فايز السراج، التي تورط بها المجتمع الدولي".
وتسعى قوات الجيش بقيادة خليفة حفتر، إلى تخليص العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المتطرفة المدعومة بمرتزقة وأسلحة تركيا.
ويشن الجيش الوطني منذ أشهر حملة عسكرية مكثفة، حقق خلالها مكاسب عدة على حساب المسلحين التابعين لحكومة السراج.