"أسود الجزيرة".. لماذا يلاحق العراق مسلحي داعش في الصحراء؟
15:05 - 17 مايو 2020كشف المتحدث باسم العمليات المشتركة في العراق اللواء تحسين الخفاجي تفاصيل عملية "أسود الجزيرة" التي أطلقتها القوات العراقية لملاحقة فلول تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد أن كثف هجماته في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية ذكرت في بيان، في وقت سابق من الأحد، أن العملية التي تحمل اسم "أسود الجزيرة" بدأت بإشراف قيادة العمليات المشتركة، هدف "تفتيش" صحراء الجزيرة شمال محافظة الأنبار وجنوب محافظة نينوى وغرب محافظة صلاح الدين، وصولا إلى الحدود مع سوريا.
وأوضح الخفاجي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، الأحد، أن العملية انطلقت في الساعة السادسة من صباحا بالتوقيت المحلي، في 11 محورا في المحافظات الثلاث.
وأشار إلى أن العملية التي اعتبرها "مهمة جدا"، اشتركت فيها قيادة عمليات الأنبار وقيادة عمليات الجزيرة وقيادة عمليات صلاح الدين وقيادة غرب نينوى.
لماذا أطلقت العملية؟
بحسب المسؤول العسكري العراقي، فقد شملت العملية مناطق جنوب نينوى وغرب صلاح الدين وشمال الأنبار، مضيفا أن هذه المنطقة الصحراوية تعتبر "ملاذا" بالنسبة إلى التنظيمات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تمثل عقدة مواصلات تصل فيما بين هذه المناطق وبين الطريق إلى محافظتي كركوك وديالى المجاورتين.
وقال إنه تحليل الموقفين الأمني والاستخباري، أطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية استخبارية لملاحقة التنظيم الإرهابي في هذه المنطقة، الواقعة على الحدود الفاصلة بين قيادات العمليات، مشيرا إلى أنها مساحة شاسعة في الصحراء ولا توجد فيها قوات.
وأضاف أن هذه العملية بهذا الزخم تهدف إلى إشعار التنظيمات الإرهابية بأنه لا يوجد ملاذ آمن، كما تسعى إلى قطع طرق الإمداد والاتصال باتجاه المناطق الأخرى مثل ديالى كركوك.
ولفت الخفاجي إلى إطلاق عملية بصورة متزامنة في قرية المخيسة بمحافظة ديالى، قائلا إنها "تحتوي على أدغال كثيرة، كما حدثت فيها عمليات إرهابية"، ومشيرا إلى تقديرات بوجود خلايا إرهابية في القرية وحواضن تؤويها.
وقال إن تزامن العملتين جاء بناء على معلوامت استخبارية، مؤكدا إسنادهما بشكل مكثف من جانب القوات الجوية.
وتحدث الناطق باسم العمليات المشتركة عن ضغط كبير مارسته القوات العراقية على الإرهابيين قبل رمضان وأثناءه، مما أجبر المسلحين على الخروج من المناطق التي كانوا يعتقدون أنها آمنة.
وأضاف أن "الاستخبارات العراقية تقدر أن أعداد مسلحي داعش قليلة، ويتحركون بمجموعات صغيرة"، معربا عن اعتقاد أن التنظيم لا يمتلك آلاف المقاتلين كما يروج، بسبب افتقاره إلى الموارد التي كانت موجودة في السابق.
تكتيكات داعش
وقال إن الخفاجي إن المسحلين الحاليين من بقايا داعش الذين الذين استفادوا من تغيير قانون الاشتباك وذابوا بين المواطنين العراقيين، بعضهم تسلل عبر الحدود نتيجة الأوضاع المضطربة في سوريا.
وأضاف أن "تكيتك داعش الحالي يقوم على استخدام الملاذات الآمنة من أجل تنفيذ عمليات، مثل زرع عبوات ناسفة ثم الهروب، أو استهداف المواطنين والقوات الأمنية عن بعد، ثم بث تلك العمليات على شبكات التواصل الاجتماعي لرفع معنويات مقاتليه المنهارين والمتفرقين"، إلى جانب استغلال أزمة كورونا ومحاولة استهداف البنية والمحاصيل الزراعية في حرب وصفها بالاقتصادية.
ولفت إلى أن تكتيك القوات العراقية اختلف في مواجهة داعش، إذ يقوم حاليا على عمليات استخبارية بحتة واستطلاعات عن طريق الجو والمصادر الخاصة، واصفا الأمر بـ"حرب المعلومات"، وبناء على تلك المعلومات المجموعة تبنى الموقف والتحركات.
وكان العراق أعلن النصر على تنظيم داعش الإرهابي في أواخر 2017، إلا أن بقايا التنظيم ظلت تشن هجمات متفرقة بين الحين والآخر، مع ارتفاع الوتيرة في الأسابيع الأخيرة في المنطقة التي تعرف باسم "مثلت الموت" في العراق.