الحكم في طرابلس.. بين ميليشيات متشددة ومرتزقة تركيا الوافدين
01:10 - 08 مايو 2020يحشد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خلفة حفتر، قواته استعدادا لانطلاق عملية عسكرية واسعة باسم "طيور أبابيل"، تهدف إلى تحرير مدن غربي البلاد من التدخل التركي والميليشيات.
وتعهد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، باستعادة طرابلس إلى حضن الوطن في وقت قريب جدا، ووعد الليبين بمفاجآت سارة.
وتسعى هذه الخطوات والقرارات من الجيش الليبي إلى استعادة السيادة على كامل التراب الليبي، فيما تعاني العاصمة حالة من الفوضى وسط تساؤلات حول هوية من يحكمها.
ويتحرك الجيش الليبي فيما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تركيا تواصل إرسال دفعات من المرتزقة حتى يساندوا الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج في طرابلس.
قبضة الميليشيات
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، إن أربعة ميليشيات تتحكم في طرابلس وتتحالف مع ميليشيات مصراتة وجماعة الإخوان المسلمين، على نحو متجانس أو أنها تتباعد في بعض الحالات لأنها طامعة في الحكم.
وأضاف التكبالي، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن هناك أيضا ميليشيات "الردع"، بقيادة عبد الرؤوف كارة، التي تدعي أنها من السلفيين في حين أنها من تنظيم الإخوان الإرهابي، وتدير سجونا تقشعر الأبدان من ممارساتها.
وأشار المشرع الليبي إلى "ميليشيا النواصي" التي تسيطر عليها ثلاث عائلات؛ وهي عائلات قدور وبودراع والزكوزي، ثم هناك ميليشيات غنيوة التي تفتت في الوقت الحالي.
ويؤكد أنه لا وجود لحكومة فايز السراج سوى في التوقيع على المستندات الرسمية ونهب الأموال من البنك، لأن وزير الداخلية نفسه يقر بأن العاصمة في قبضة الميليشيات.
وأضاف أن الميليشيات تزعم تعزيز الأمن ومحاربة الجريمة في حين أنها ضالعة في الجرائم، قائلا إن ميليشيات النواصي، مثلا، تقف في ميناء طرابلس وتشرف على أطنان المخدرات.
وأورد أن المواطن الليبي في طرابلس يعاني وضعا صعبا، فيما تجلب حكومة السراج المرتزقة ومرتبكي الجرائم من سوريا حتى يغنموا مقدرات الشعب الليبي.
"مزاعم تأمين العاصمة"
ويرى المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة، إسماعيل السنوسي، أن مسألة الميليشيات أمرٌ عام في ليبيا، وبالتالي، لا يمكن الحديث عن جيش وميليشيات بحسب قوله "هذه الثنائية غير موجودة في ليبيا".
وأضاف السنوسي، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حكومة فايز السراج لا تشتغل بنظام الميليشيات، بل تعمل من خلال بناء الجيش والشرطة، ولها وزارة داخلية واستطاعت أن تحقق عددا من الإنجازات.
وأورد أن الأمور ليست مثالية في طرابلس، لكن حكومة السراج استطاعت أن تدعم الشرطة واستعادة هيبتها، وأهل العاصمة يلمسون ذلك، بحسب قوله.
وأشار إلى أن فوضى الميليشيات كانت قائمة بالفعل، لكن حكومة السراج قلصت عددها، فتراجعت عددها من 56 إلى أقل من ذلك بكثير "هذا الموضوع – أي الميليشيات – في طور الانتهاء بطرابلس".
وأضاف أن ميليشيا "الردع"، وثمة من يعتبرها "جهازا أمنيا"، لها دور كبير جدا في السيطرة على خلايا تنظيم داعش الإرهابي، وفي معالجة موضوع المخدرات والجريمة المنظمة.
ما بعد التدخل التركي
ويرى الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، علية العلاني، أنه من الممكن تقسيم القوات التي تحكم العاصمة طرابلس إلى قسمين؛ أي هناك قوات ما قبل يناير 2020، قبل التدخل التركي، وهناك قوات ما بعد التدخل التركي.
وأوضح أن الميليشيات التي كانت تنشط قبل التدخل التركي مثل "الردع" و"النواصي"، وهي ذات خلفية إسلامية تحركت ضد الجريمة المنظمة والمخدرات والهجرة غير الشرعية، ما عدا بعض المجموعات التابعة للجماعة الإسلامية المقاتلة.
أما بعد التدخل التركي، فقد أضحت تلك الميليشيات والجماعات المقاتلة في مرتبة ثانية، لأن المرتزقة الذين جاءت بهم تركيا من سوريا صاروا في الصدارة، وقد كشفت منظمة الأمم المتحدة يقارب 11 ألفا.
وبالتالي، هناك تغيير في المعطى الميداني وفي الاستراتيجية العسكرية، لأن المرتزقة صاروا في طليعة المشهد إلى جانب قوات مصراتة وهم تحت قيادة حكومة الوفاق.