مصر و"أدوية كورونا".. من أفيغان إلى رمديسفير
05:22 - 03 مايو 2020في إطار سعي متواصل، ودؤوب، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، لا تكتفي الحكومة المصرية بإجراءات الفحص الطبي والعزل للمصابين، وإنما يلاحظ الجهود المبذولة للحصول بشكل مبكر على عقارات محتملة للوباء، الذي لقبته منظمة الصحة العالمية بعدو البشرية.
وفي هذا السياق، أعلنت وزيرة الصحة هالة زايد، تصريحات جديدة، بشأن موقف مصر من عقار رمديسيفير "الواعد" للفيروس.
فقد كشفت زايد، السبت، أن مصر "حجزت بالفعل" كمية من رمديسيفير الذي يعتقد أنه سيلعب دورا في مواجهة كورونا، واعتمدته الولايات المتحدة، ومن قبلها اليابان، كعقار تجريبي رسميا.
وأوضحت وزيرة الصحة في تصريحات تلفزيونية، أن مصر تقدمت لحجز الكمية منذ 6 أسابيع في إطار مشاركتها مع منظمة الصحة العالمية في التجارب السريرية الخاصة بهذا العقار الذي تنتجه شركة "غيلياد ساينسز" الأميركية، وأن منظمة الصحة العالمية هي التي ستسدد قيمة تلك الكمية الأولى.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نتائج الاختبارات السريرية التي أجريت على رمديسفير بالواعدة جدا، حيث أظهر قدرته على تسريع تعافي المرضى، وتأثيرا مثبتا بمواجهة المرض الفتاك.
وبعد قرار الإيجاز الذي حصلت عليه الشركة سيسمح لها بتوزيع منتجها على نطاق أوسع بكثير واستخدامه على البالغين، كما الأطفال من المصابين والحالات المستعصية.
بلازما الدم
وكانت وزيرة الصحة أعلنت، الخميس، بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا ببلازما المتعافين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة.
واعتبرت زايد، أن مصر "لديها الخبرة الكافية" في نقل البلازما، مشيرة إلى أن وزارتها "تسعى جاهدة بشتي السبل من خلال البحث العلمي، لإيجاد طرق علاجية للمصابين بفيروس كورونا المستجد".
وتستند الخطوة المصرية إلى إعلان هيئة الغذاء والدواء الأميركية عن إمكانية استخدام البلازما الخاصة بالمرضى المتعافين من وباء "كوفيد-19"، في علاج الحالات الحرجة، لاحتوائها على الأجسام المضادة للفيروس، مما يزيد احتمال تحسن تلك الحالات، خاصة مع الشواهد البحثية في العديد من دول العالم.
أفيغان
وفي السياق ذاته، كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، قبل أسابيع، أن بلاده حصلت، منذ مارس الماضي، على عدد من العينات لدواء "أفيغان" الياباني، الذي تم استخدامه لعلاج مرضى فيروس كورونا.
وبدأت اليابان في الترويج لعقار "أفيغان"، الذي يستخدم في الأصل لعلاج الإنفلونزا، كأحد العلاجات المحتملة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وقال الوزير، خالد عبد الغفار، في أبريل الماضي، إنه تم التواصل مع المصنع الياباني المسئول عن إنتاج الدواء قبل شهر، وأن مصر تمضي في "عملية بحثية مع اليابان"، في إطار محاولة التوصل لعقار يعالج فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه تم الحصول على عينات، سيجري إخضاعها لتجارب سريرية معملية.
وتابع أنه جاري العمل على دراسة تأثير الدواء على علاج الفيروس، بواسطة أساتذة وعلماء فيروسات متطورة في المركز القومي للبحوث.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر، السبت، تسجيل 298 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، و9 حالات وفاة.
وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد مجاهد، إن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى السبت هو 6193 حالة، من ضمنهم 1522 حالة تم شفاؤها، وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و415 حالة وفاة.
وأضاف مجاهد أن "جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل والحجر الصحي تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية".
وأغلقت مصر، في مارس، المطارات، وفرضت حظر تجول ليليا، وسط إجراءات أخرى لمكافحة انتشار الفيروس.
لكن الحكومة خففت، قبيل بدء شهر رمضان، بعض القيود المفروضة في مواجهة تفشي الفيروس، وقلصت حظر التجول الليلي ليبدأ في الساعة التاسعة مساء، بدلا من الثامنة، وحتى السادسة صباحا.