بعد الإرهاب.. كورونا يزيد من الضغوط على الطوارق
07:36 - 26 أبريل 2020يواجه سكان الصحراء الكبرى "الطوارق" أزمة إنسانية عاصفة بعد إغلاق دول الجوار حدودها على خلفية الإجراءات المتخذة بسبب وباء كورونا "كوفيد 19"، مما أدى إلى قطع شرايين الغذاء بالمنطقة.
وقبل وباء كورونا سعت جماعات إرهابية على رأسها داعش والقاعدة للسيطرة على خطوط الإمداد في المنطقة، وحاولت اتخاذها ملاذا لممارسة تجارة السلاح والمخدرات وحتى البشر، فيما تسعى قيادات الطوارق المعترف بها لإقناع الدول بعدم خلط الأوراق واتخاذ محاربة الإرهاب ذريعة لمحاصرتهم.
ويقول مستشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمد الحسن ولد لبات، لـ"سكاي نيوز عربية" إن الإرهاب وكورونا يحاصران سكان كيدال شمالي مالي، وهي المنطقة يقطنها الطوارق.
وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يسعى لإنهاء الأزمة عبر التواصل مع بعض الدول.
وتابع ولد لبات: "يجب أن تراعي الدول الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الطوارق في هذه المناطق".
من جانبه، قال الباحث في شؤون دول الساحل، شيخ ولد محمد حرمة، لـ"سكاي نيوز عربية" إن كيدال وهي عاصمة الطوارق تثبت أن الوضع معقد جدا، كون المنطقة تقع في عمق الصحراء.
وأوضح أن "الهجمات الإرهابية تضاعف من أزمة سكان هذه المناطق، حيث باتوا بين مطرقة الإرهاب وسندان كورونا".
وأعلنت دول في المنطقة على رأسها الجزائر، التي تعتبر سلة غذاء أساسية يعتمد عليها سكان مناطق الشمال في كل من مالي والنيجر، إغلاق حدودها، مما حد من تدفق البضائع إلى هذه الدول وخلق حالة من الذعر والاستياء في منطقة مضطربة أصلا وشحيحة الموارد.
وطالب نداء صادر عن جمعيات المجتمع المدني في المنطقة، تلقت "سكاي نيوز عربية" نسخة منه، الدول المطلة عل منطقة الساحل بفك ما وصف بـ"الحصار"، والإسراع في تسهيل إجراءات تنقل البضائع، لا سيما المواد الأساسية.
وأضاف البيان: "الأوضاع المعيشية لسكان هذه المناطق ينذر بوضع مأساوي مع ارتفاع الأسعار نتيجة صعوبة الإجراءات للتجار في تلك الدول"، مشيرا إلى "حصار متعمد لهذه الشعوب التي لا حول لها ولا قوة".
من جانبها، أصدرت "تنسيقية الحركات الأزوادية" المعنية بالدفاع عن حقوق الطوارق السياسية والاجتماعية، بيانا عبرت فيه عن قلقها من التطورات الأخيرة في العالم، وانتشار وباء "كوفيد 19" في الدول المجاورة، الجزائر وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو.
ودعا البيان دول الساحل أن تضع في اعتبارها التنقل الكبير للسكان عبر الحدود والانتقال السريع للمرض، بالنظر إلى غياب وسائل الكشف المبكر، ناهيك عن ضعف الرعاية الصحية، مع الأخذ في الاعتبار أن الحجر الصحي أو البقاء في البيوت يبقى أفضل وسيلة للوقاية حتى يثبت خلاف ذلك.
كما أعلنت قيادات الطوارق أنها اتخذت كل الإجراءات الوقائية المتاحة، وسط انعدام أي إمكانيات لمواجهة الوباء الذي لم تعلن عن رصد أي حالة له بعد، وعلى رأسها محاولة السيطرة على حركة المسافرين بين المناطق الصحراوية وتوعية السكان، بانتظار دعم خارجي لمواجهة تبعات الوباء.