نكسة النفط الأميركي.. هل من أمل تعاف يلوح في الأفق؟
23:02 - 21 أبريل 2020تلقى النفط الأميركي ضربة موجعة، يوم الاثنين، بعدما هبط سعر البرميل إلى 37 دولارا تحت الصفر، أي أن المنتجين اضطروا إلى الدفع من جيوبهم حتى يجدوا من يخلصهم من "الذهب الأسود" الذي صار في حالة كساد وانصرف عنه المشترون.
وتراجع الطلب العالمي على النفط بشكل ملحوظ، من جراء وباء كورونا المستجد (كوفيد 19) الذي أحدث شللا في اقتصاد العالم، واضطر مليارات البشر إلى المكوث في بيوتهم من جراء قيود الحجر الصحي التي فرضتها الحكومات لأجل كبح انتشار الفيروس.
وعاد برميل النفط الأميركي إلى التعافي، يوم الثلاثاء، وعند بدء التداولات بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو 0.56 سنتاً للبرميل، علماً بأنّ العقود الآجلة لشهر مايو تنقضي الثلاثاء.
وأدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية وهو ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليون برميل يومياً اعتباراً من مايو، لكن ذلك لم يكن كافياً.
تعاف طويل
ويرى الخبير في شؤون النفط، فهد بن جمعة، أن ما وقع يوم الاثنين ناجمٌ عن عدة عوامل؛ أبرزها ارتفاع مستوى المخزون إلى مستوى غير مسبوق حتى أن مخزون مدينة كوشينغ في ولاية أوكلاهوما بلغ مستوى 70 في المئة.
وأوضح الخبير، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن منحنى العقود الآجلة يبدأ بالصعود في مطلع الشهر ثم يصبح في القمة عند المنتصف حتى يصل إلى ما يعرف بنقطة التسوية أو الاستحقاق، وما حصل، مؤخرا، هو أن من يستلم الشحنة وجد نفسه متورطا.
وأشار إلى أن هذه الورطة حصلت بالأساس لأن المخزونات قد امتلأت والسفن مليئة أيضا، وتكلفة التخزين صارت باهظة "وهذا الأمر بدا فرصة للمضاربين حتى يخفضوا السعر إلى أقل مستوى ممكن".
لكن هذه المضاربة ليست بالأمر الجديد، بحسب بن جمعة، لأن هذه الممارسات كانت قائمة قبل الأزمة، وتواصلت بعد جائحة كورونا، مؤدية إلى هبوط تاريخي وغير مسبوق في سعر برميل النفط الأميركي.
وفي ظل هذه الأزمة، سعت بعض الدول ومن بينها الصين إلى زيادة سعة التخزين لأجل الاستفادة من سعر النفط المنخفض، بعدما انكمش الطلب بحوالى ثلاثين مليون برميل.
وأكد أن الدول المنتجة للنفط أظهرت التزاما بخفض الانتاج، وهذا الأمر يصبُ في صالح تعافي الأسعار حتى وإن كان الأمر يستغرق وقتا، أي سيطول أشهرا وربما لا يحصل تعاف ملموس إلا في أواخر العام الجاري أو مطلع السنة المقبلة فيعود سعر برميل النفط إلى نطاق أربعين دولارا.
وأورد أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، مؤخرا، بين مجموعة "أوبك بلاس"، سيساعد على دعم الأسعار، لكن سعر البرميل لن يشهد ارتفاعا كبيرا، بسبب السياق العالمي الاستثنائي.
ويرجحُ الخبير السعودي، أن يكون منحى الأسعار شبيها بحرف "U"؛ أي أنه سيتغرق فترة في سعر متدن قبل أن يعاود هذا الارتفاع، لأن هذا الانتعاش مرتبط بقدرة الاقتصاد العالمي على استئناف نشاطه واستعادة حيويته بعد فترة الجائحة التي أدت إلى أضرار غير مسبوقة "وما دام أن الجائحة لم تنته بعد، فالأسعار لن ترتفع بسرعة".