بيلاروسيا.. حملات تمويل شعبية لمكافحة فيروس كورونا
11:29 - 17 أبريل 2020نظرا لأن رئيس بيلاروسيا متردد بشأن الاعتراف بوجود وباء "كوفيد-19"، يبدو أن نظام الرعاية الصحية في بلاده أخذ يعتمد على المتطوعين وحملات التمويل الجماعية خلال "كفاح" البلاد ضد الوباء العالمي.
ولم تستجب بيلاروسيا للتحذيرات الصادرة عن المنظمات الصحية الدولية المتعلقة بوباء "كوفيد-19"، حيث استمر دوري كرة القدم في البلاد، في حين وصف الرئيس ألكسندر لوكاشينكو تفشي فيروس كورونا الجديد بأنه "اضطراب عقلي".
وكان لوكاشينكو أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن أحدا "لن يموت في البلاد بسبب فيروس كورونا الجديد"، وفقا لما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وردا على تصريحات لوكاشينكو، أسس الناشط في مجال حقوق الإنسان والعامل المتطوع، أندريه ستريزاك، مجموعة تمويل جماعي بهدف الحصول على معدات وملابس واقية للأطباء وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس، وهي واحدة من العديد من المبادرات المحلية من قبل المنظمات غير الحكومية والشركات.
وقال ستريزاك: "هدفنا هو التأكد من عدم انهيار هذا النظام.. في العديد من الأماكن، على سبيل المثال في مدينة فيتيبسك، شمال شرقي روسيا البيضاء، نرى أن هناك وضعا صعبا للغاية، وضعا حرجا. هناك الكثير من المرضى، والكثير من الأطباء يمرضون".
ومع تفاقم النقص في المواد، وبينما تباع الكمامة الواحدة في السوق السوداء بحوالي 15 دولار، قام ستريزاك، مع فريق من المتطوعين والمنظمات غير الحكومية، بجمع أكثر من 125 ألف دولار وتوزيع 27 ألف جهاز تنفس، بالإضافة إلى الملابس الواقية ومعدات طبية أخرى.
وأوضح ستريزاك أن الظروف الصعبة تتعلق بأجهزة التنفس، مشيرا إلى أن ما قامت مجموعته بتأمينه من هذه الأجهزة يشكل جزءا كبيرا من إجمالي ما تم توفيره في البلاد.
وأثارت تصريحات لوكاشينكو انتقادات بأن روسيا البيضاء، التي يبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة، لم تستعد لمواجهة وباء كوفيد-19 بشكل كاف.
وتشكلت عشرات الحملات المحلية لشراء وإنتاج معدات الحماية الطبية، وتوفير الدعم المالي الجماعي من المجتمعات المحلية والمغتربين، أو توفير رحلات سيارات الأجرة المخفضة، أو الحفاظ على دعم رعاية كبار السن وغيرهم من السكان المعرضين للخطر.
وأفادت مديرة منظمة "إيمينا" غير الحكومية، التي تشارك في الحملة، كاترينا سينيوك بأنه "من المهم حقا أن نتحرك بسرعة الآن، لأن المرض ينتشر في بيلاروسيا بسرعة لا تصدق".
وتضمن أحد الجهود مطالبة أصحاب الأعمال بإنتاج الكمامات والأقنعة الواقية محليا، بدلا من شرائها من الخارج.
وكان لوكاشيكنو قد تعرض لانتقادات من جانب الأطباء وناشطي حقوق الإنسان، بأنه يغامر بحياة أبناء شعبه لكونه لا يأخذ الفيروس على محمل الجد، كما زعم في وقت سابق بأنه يمكن علاج كورونا عن طريق شرب الكحوليات.