كورونا.. كيف سيغير شكل حروب المستقبل للأبد؟
15:59 - 15 أبريل 2020يبدو أن فيروس كورونا المستجد لم يغير أوجه حياتنا من نواح اجتماعية أو اقتصادية أو مهنية فقط، بل إن تأثير الوباء الذي يجتاح العالم قد يمتد أيضا إلى الحروب والجيوش.
وتعكف بعض الجيوش حاليا على إعادة النظر في بنيتها العسكرية ومعداتها الحربية، وتجري استعدادتها للتكيف مع المستجدات التي فرضها الوباء، فهل سيغير أسلحة حروب المستقبل؟.
يجيب على هذا السؤال تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، إذ أن وزارة الدفاع الأميركية قد بدأت بالفعل في استكشاف طريقة للتأقلم مع الآثار طويلة المدى لفيروس كورونا.
ويشير التقرير إلى إمكانية تزويد الدبابات والعربات المدرعة وكذلك الطائرات المقاتلة، بأجهزة تنفس اصطناعي وأدوية مضادة للفيروسات ومعدات تعقيم متقدمة.
وفضلا عن ذلك، سيعزز انتشار الفيروس التركيز على تصميم أسلحة مقاومة للحرب البيولوجية، وتغيير استراتيجيات الحروب التقليدية بما يتناسب مع استخدام الفيروسات كسلاح، بحسب التقرير.
ويتوقع المصدر أن يحمل الجنود مستقبلا معدات متطورة تقيهم من الفيروسات، وربما تحتاج السفن الحربية أيضا إلى إضافة أنواع جديدة من تقنيات الحرب البيولوجية إلى أنظمة دفاعاتها الحالية.
وترجح "فوكس نيوز" أن تفكر البحرية بالفعل في أنواع جديدة من صواريخ اعتراضية مجهزة بنظام الدفاع البيولوجي، وربما يتم تصميم طائرات حربية مزودة بتقنيات هوائية لصد أي هجوم "بالأمراض" عبر الجو.
في ضوء ذلك، سيكون من البديهي زيادة عدد الأطباء العسكريين والمستشفيات الحربية المتنقلة، المزودة بالأدوية والتقنيات اللازمة لمكافحة أمراض جديدة قد يطلقها الأعداء كسلاح.
ومع وضع كل هذه الاحتمالات المثيرة للقلق في الاعتبار، بدأ كبار قادة الجيش الأميركي بالفعل التفكير في هندسة تقنيات حربية جديدة، ورسم استراتيجيات مستقبلية للدفاع.
وقال رئيس أركان القوات الجوية الأميركية الجنرال دافيد غولدفين، إن "هناك بالفعل بعض الأدلة على أن الخصوم يحاولون الاستفادة من هذا الوضع"، وفقا لتقرير أعدته القوات الجوية في الأول من أبريل الجاري.
كما أكد الجنرال جون موراي، أحد قادة القوات البرية الأميركية، مؤخرا، أن الجيش قد بدأ بالفعل بالنظر في المتطلبات الجديدة المتعلقة بالآثار القتالية طويلة المدى، في ظل انتشار فيروس كورونا.
ومن المثير للاهتمام أن مقالا صدر عام 2006 من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، قد توقع التأثير المدمر المحتمل للأوبئة التي تسببها بعض الفيروسات والجراثيم المعدية.
وفي ذلك الوقت، حذر المقال من أن "فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 (الذي كان منتشرا آنذاك) يمكن أن يتسبب بملايين الوفيات في وقت قصير، وهو ما يدعو للتيقظ من أجل حماية المجتمعات من تهديدات الأمراض المعدية".