إسبانيا والنمسا تخففان "القيود".. ومنظمة الصحة تحذر
00:02 - 15 أبريل 2020سمحت إسبانيا والنمسا بالعودة على نحو جزئي إلى العمل بعد عيد الفصح اليوم الثلاثاء، لكن بريطانيا وفرنسا مددت إجراءات العزل العام بهدف مكافحة فيروس كورونا، أسوأ أزمة صحة عامة تواجه العالم منذ نحو قرن.
وأوضح إحصاء أجرته رويترز استنادا إلى بيانات رسمية أن نحو مليوني شخص على مستوى العالم أصيبوا بالفيروس، بينما توفي ما يربو على 119200 شخص بالمرض.
ويتعين على زعماء العالم، عند التفكير في تخفيف القيود على الحركة، الموازنة بين المخاطر على الصحة والاقتصاد، حيث تسببت إجراءات العزل العام في اضطراب سلاسل الإمداد خاصة في الصين وأدت لتوقف النشاط الاقتصادي.
وقال صندوق النقد الدولي إن من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة ثلاثة في المئة هذا العام، مسجلا أكبر انكماش منذ الكساد الكبير.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن عدد الحالات الجديدة ينحسر في بعض أنحاء أوروبا ومنها إيطاليا وإسبانيا، لكن التفشي يزيد في بريطانيا وتركيا.
وقالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، في إفادة في جنيف "90 بالمئة من إجمالي الحالات على مستوى العالم تأتي من أوروبا والولايات المتحدة. لذا من المؤكد أننا لم نشهد الذروة بعد".
وفي إسبانيا، ساهمت القيود في إبطاء معدل الوفاة اليومي الذي تصاعد حتى بلغ ذروته في أوائل أبريل. وزاد عدد الوفيات ليرتفع إلى 567 اليوم الثلاثاء، مقارنة مع 517 وفاة في اليوم السابق. لكن البلد سجل أقل زيادة في الحالات الجديدة منذ 18 مارس. وبلغ العدد الإجمالي 18056 وفاة.
لكن بعض العمال الإسبان عبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي تخفيف القيود إلى موجة ثانية من العدوى.
وسمحت السلطات باستئناف بعض الأنشطة منها التشييد والتصنيع، لكن المتاجر والحانات والأماكن العامة ستظل مغلقة حتى 26 أبريل على الأقل.
وفي إيطاليا، التي سجلت ثاني أعلى حصيلة وفيات في العالم وبلغت 20465 شخصا، أبقت السلطات على بعض القيود المشددة على الحركة. وستعيد الدنمارك، التي كانت من أوائل الدول الأوروبية التي فرضت قيودا، فتح مراكز الرعاية النهارية والمدراس للأطفال من الصف الأول إلى الصف الخامس في 15 أبريل.
كما فتحت آلاف المتاجر في أنحاء النمسا أبوابها اليوم الثلاثاء، لكن الحكومة قالت "إن الخطر لم ينته بعد".
وتحركت النمسا مبكرا للتصدي للفيروس، حيث أغلقت المدارس والحانات والمسارح والمطاعم والمتاجر غير الأساسية وغيرها من أماكن التجمعات العامة لنحو أربعة أسابيع. وناشدت السكان البقاء في المنازل والعمل منها إن أمكن.
وسجلت النمسا 368 وفاة إجمالا وهو ما يقل عن العدد الذي ترصده يوميا بعض الدول الأوروبية الأكبر.
فيما سجلت بريطانيا، التي تواجه حكومتها انتقادات بسبب البطء في إجراء الفحوص وعدم توفير معدات وقاية على الخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس، خامس أعلى حصيلة وفيات في العالم بالفيروس. وقال مستشار بارز في الحكومة إن البلد قد يصبح الأكثر تضررا في أوروبا.
وبلغت حصيلة الوفيات في المستشفيات البريطانية 12107 حالات حتى أمس الاثنين.
وقال وزير الخارجية دومينيك راب إن إجراءات العزل العام لن تخفف عند مراجعتها هذا الأسبوع. وذكرت صحيفة تايمز اليوم أن الإجراءات ستمدد حتى السابع من مايو على الأقل.
ومدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العزل العام حتى 11 مايو.
ترامب "يملك القرار المطلق"
من جهته، دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي توقع العودة إلى العمل بعد عيد الفصح، عن أسلوب تعامله مع أزمة تفشي كورونا.
وقال إنه لا ينوي عزل كبير خبراء الصحة الأميركيين، الذي صرح بأن التدخل في وقت مبكر كان من الممكن أن ينقذ المزيد من الأرواح.
وشكل حكام عشر ولايات على الساحلين الشرقي والغربي للبلاد تكتلين إقليميين أمس الاثنين لتنسيق إعادة الاقتصاد إلى العمل تدريجيا مع ظهور بوادر فيما يبدو على انحسار أزمة كورونا.
وفي إفادة للصحفيين، هاجم ترامب التغطية الإعلامية وقال إنه يملك القرار المطلق لاستئناف العمل.
وذكر حاكم ولاية نيويورك آندرو كومو اليوم أنه لن يلتزم بأي أمر يصدره ترامب بإنهاء إجراءات العزل العام في الولاية بطريقة غير آمنة خلال تفشي فيروس كورونا.