عندما يصبح الصفر هدفا.. كيف اقترب الأردن من هزيمة كورونا؟
22:27 - 11 أبريل 2020ضرب الأردن مثلا في التعامل الناجح مع أزمة كورونا، عندما سجل "صفر" حالات إصابة يوم الجمعة، كما نجح بالقضاء على تفشي الفيروس بمدينة إربد، في زمن قياسي. وبالرغم من أن الإصابات عادت من جديد على استحياء، فإن البلد العربي مرشح بقوة لاحتواء الوباء، وتحقيق إنجاز كبير.
وبعد "صفر" حالات إصابة، الجمعة، سجل الأردن 9 حالات إصابة جديدة يوم السبت، 7 منها أفراد عائلة واحدة.
ومن ناحية أخرى أعلنت السلطات الأردنية شفاء 5 حالات جديدة، من المصابين بفيروس كورونا، ليرتفع عدد المتعافين إلى 175، بينما بدأت المملكة الأردنية بالسيطرة شيئا فشيء على الوباء المتفشي في العالم.
وفرضت السلطات حظرا شاملا للتجول لمدة 48 ساعة تنتهي صباح الأحد، فيما أجرت فرق الاستقصاء الوبائي مئات الفحوص العشوائية في مختلف المدن.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والمتحدث باسم الحكومة الأردنية، أمجد العضايلة، لسكاي نيوز عربية إن العمل لا يزال مستمرا، للوصول للهدف المنشود، وهو عدم تسجيل أي إصابات لمدة أسبوعين.
وأوضح العضايلة أن "الأردن بدأ في اتخاذ الإجراءات الاحترازية قبل العديد من دول العالم، فالإجراءات الاحترازية المشددة والصارمة ساهمت في تخفيف عدد الإصابات".
وضرب العضايلة مثلا بالتعامل السريع مع مدينة إربد، التي تفشى فيها الوباء في البداية، قبل أن تتم السيطرة عليه سريعا.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام: "على سبيل المثال، إربد تفشى فيها الوباء، فتم عزل المدينة تماما، والآن تسجل 0 حالات".
أما الدكتور نذير عبيدات، الناطق باسم اللجنة الوطنية للأوبئة، فحذر من أن الأردن لم يقض على الوباء بعد، وأنه لا يزال هناك عملا يجب أن يستمر.
وقال عبيدات لسكاي نيوز عربية: "تسجيل الأردن 0 حالات الجمعة لا يعني أننا قضينا عالوباء، يجب أن نستمر بعدم تسجيل الحالات لأسبوعين حتى نستطيع التأكد من أننا قضينا على الوباء".
لكن مع ذلك فإن عبيدات أشار إلى نجاح بلاده في تقليص عدد الإصابات، مرجعا ذلك إلى "الاستقصاء الوبائي المستمر، وإجراء الفحوصات للمخالطين، والإجراءات الحكومية بفرض الإغلاق على الأماكن العامة والمؤسسات".
وأشاد عبيدات باستجابة المواطنين في الأردن للإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة للحد من انتقال الفيروس.
وقال عبيدات، وهو أيضا أستاذ الأمراض التنفسية والصدرية في الجامعة الأردنية: "المواطن الأردني أظهر التزاما عاليا، بينما اتخذت الحكومة الأردنية إجراءات عقابية للأقلية من غير الملتزمين".
عودة الحياة الطبيعية
واستبعد عبيدات أن تعود الحياة الطبيعية في الأردن، ما دام الفيروس متفشيا في العالم.
أما العضايلة، فأظهر تفاؤلا أكبر بالعودة للحياة الطبيعية: "حسب المعطيات، العودة للحياة الطبيعية لن تكون قبل يونيو، ولكن لو سجلنا أسبوعين بدون إصابات، سنقول أن الحياة ستعود بطبيعتها".
كما أشار العضايلة إلى أن بعض المحافظات في المملكة قد تعود للحياة الطبيعية قبل الأخرى، في حال عدم تسجيلها أي إصابات، ويمكن وقتها عزلها عن المحافظات الأخرى، بينما تلتحق بها المدن المحيطة.
وأوضح الوزير أن "بعض المصانع والشركات بدأت تعود للعمل الطبيعي. هذا الأسبوع سنسمح لبعض الشركات بالعودة لكن مع إجراءات وتقييدات محددة، ومن لن يلتزم سيتم وقفه فورا".
ومع نجاح تجربة الحظر الكامل، التي فرضت في اليومين الأخيرين، أكد العضايلة أن الأردن ستطبقها مجددا بالتأكيد، وشدد على دور التزام المواطن، في تحقيق النجاح بالقضاء على الفيروس تماما في الأردن.
وأشاد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، بالإنجاز الوطني في محاربة كورونا، قائلا في كلمته الموجهة للشعب الأردني: "لا أتحدث إليكم اليوم لأقدم النصائح والتوجيهات بل لأقول لكم أثبتم كما كنتم دائما، أنكم كبار أمام الأمم كبار لأنكم تقفون بشموخ وقوة في مواجهة التحديات، ليس بما تملكون من موارد أو إمكانيات مادية بل بعزيمتكم ووحدتكم ووقوفكم وقفة رجل واحد لحماية الوطن".
كما رسم العاهل الأردني صورة للحياة بعد انتهاء الأزمة: "الحياة ستعود إلى طبيعتها قريبا، وستعود الصلوات في المساجد والكناس وسيعود الطلاب إلى مدارسهم والعمال إلى مصانعهم".
ويقبل الأردن الآن على مرحلة محورية في حربه على كورونا، فمع استمرار الإجراءات الصارمة، والتزام المواطنين، قد يتمكن من السيطرة على الفيروس تماما، قبل كثير من الدول التي تفوقه في الإمكانيات حول العالم.