عادات المغاربة في رمضان.. هل ستتغير في زمن كورونا؟
15:07 - 19 أبريل 2020سيحل رمضان هذه السنة بالتزامن مع انتشار متواصل لفيروس كورونا في مختلف دول العالم، الأمر الذي سيفرض لا محال عددا من التغييرات فيما يخص طقوس هذا الشهر.
وككل سنة، ينتظر المغاربة على أحر من الجمر حلول رمضان لتجديد إيمانهم وإحياء التقاليد والأعراف المغربية، التي تستمر طيلة الشهر.
وسيستقبل المغاربة رمضان هذا العام، في وقت تسجل فيه بلادهم ارتفاعا مستمرا في عدد الإصابات والوفيات بـ"كوفيد-19".
وفرضت أزمة كورونا على سلطات المغرب تطبيق إجراءات مشددة في مسعى لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد، من بينها إعلان حالة الطوارئ وتقييد الحركة في البلاد.
كما تقرر إغلاق جميع مساجد المملكة، إضافة إلى المطاعم ودور السينما والمسارح والنوادي الرياضية والعامة والحمامات العامة وغيرها من أماكن الترفيه.
كل هذه الإجراءات تكشف أن حياة المغاربة خلال هذا الشهر المبارك ستشهد تحولا كبيرا، سواء تعلق الأمر بالطقوس الدينية أو الاجتماعية.
فما هي طقوس وعادات المغاربة في رمضان؟
قبل حلول رمضان بيوم واحد أو يومين، يتبادل المغاربة الزيارات لمباركة هذا الشهر، بالقول "مبروك عواشرك" أو "مبروك عليك هاذ الشهر" أو "مبروك عليك سيدنا رمضان" أو "الله يدخل عليك هاذ الشهر بالصحة والعافية" وغيرها من العبارات..
كما تمتلئ الأسواق بالمتبضعين الراغبين في اقتناء مشتريات تزين موائد رمضان، مما يخلق رواجا اقتصاديا كبيرا.
وما إن يدخل الشهر الفضيل، حتى تبرز أهم مميزات رمضان في المغرب، مثل الولائم وصلوات التراويح وموائد الرحمن.
ويحرص المغاربة على إحياء صلة الرحم مع أحبابهم وجيرانهم، إذ غالبا ما يعزمون بعضهم البعض للاجتماع على مائدة إفطار واحدة وقضاء أوقات من المودة والألفة في ما بينهم.
صلاة التراويح تعد شعيرة دينية مهمة عند المسلمين، لذلك تجد المساجد المغربية ممتلئة عن آخرها بالمصلين، الذين يحرصون على أداء ما تيسر لهم، كل حسب طاقته وجهده.
ومباشرة بعد نهاية صلاة التراويح، يقضي جزء من المغاربة ما تبقى من الأمسية في المقاهي والمطاعم ودور السينما، فيما يختار آخرون البقاء في بيوتهم ومتابعة أحدث الإنتاجات الدرامية.
أما في ليلة القدر، التي يجري إحياؤها في ليلة الـ26 أو الـ27 من الشهر، فتدعو الأسر أطفالها الصغار لصيام هذا اليوم، وتكافئهم بمائدة إفطار غنية بالوجبات والأكلات وتلتقط لهم صورا لتخليد هذا اليوم المتميز في حياة الطفل.
خلال هذا الشهر أيضا، تكثر أنشطة جمعيات المجتمع المدني بالمغرب، من خلال مبادرات لمساعدة المحتاجين سواء بتنظيم موائد إفطار الصائمين أو إطلاق مبادرات لتوزيع المواد الغذائية على الفقراء، وذلك بهدف تعزيز التكافل والتضامن بين كل أفراد المجتمع.
ولتوديع شهر رمضان، تحضر أو تشتري الأسر المغربية حلويات مختلفة الأشكال والأنواع، من أجل تناولها في فطور عيد الفطر رفقة الأهل والأحباب.
كل هذه العادات والطقوس يبدو أنها ستندثر هذه السنة بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، مما سيمنح رمضان وجها مختلفا عن المألوف، ليظل السؤال الأبرز: بأية حال عدت يا رمضان؟