كورونا قد يرفع معدل البطالة في أميركا إلى مستوى قياسي
21:26 - 09 أبريل 2020تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في وضع ما لا يقل عن 16.8 مليون أميركي على قوائم البطالة في غضون ثلاثة أسابيع فقط، مما يؤكد السرعة المرعبة التي دفعت بها الأزمة اقتصادات العالم إلى شفا الركود التام.
في الوقت نفسه، يحذر قادة ومسؤولو الصحة في العالم بشدة من أن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مكافحة الجائحة يجب ألا تتعرض للخطر من خلال الاسترخاء عن التباعد الاجتماعي خلال عطلة عيد الفصح.
ارتفاع عدد الوفيات في بريطانيا ونيويورك والزيادات في أعداد الإصابات الجديدة في اليابان والمدن المزدحمة في الهند تشير إلى أن المعركة لم تنته بعد.
وأظهرت إحصاءات نشرتها الحكومة الأميركية، الخميس، أن 6.6 مليون عامل تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى أكثر من 10 ملايين في الأسبوعين السابقين لذلك. وهذا يعني أن أكثر من 1 من كل 10 عمال أميركيين أجبروا على ترك العمل منذ بدء الأزمة.
قد تكون الأرقام الحقيقية أعلى لأن زيادة طالبات البطالة قد طغت على مكاتب البطالة الحكومية في جميع أنحاء البلاد، ولم يتمكن بعض الأشخاص من الوصول عبر الهاتف أو الموقع الإلكتروني. وما زال من المتوقع خفض عدد الوظائف.
ويمكن أن يصل معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 15 في المئة - وهو رقم شوهد آخر مرة في نهاية الكساد - عندما تظهر أرقام شهر أبريل.
وفي هذا الصدد، حذرت منظمة المساعدة أوكسفام إنترناشونال من ارتفاع وشيك في الفقر العالمي، حيث قدرت أن نحو نصف مليار شخص في جميع أنحاء العالم يمكن دفعهم إلى براثن الفقر إذا لم تتخذ الدول الغنية إجراءات عاجلة.
وقال الدكتور أنطوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن الوباء سيتطلب تغييرات دائمة في سلوك الناس حتى يتم تطوير لقاح.
وأضاف أن الناس يجب أن يغسلوا أيديهم باستمرار، وأن المرضى لا يجب أن يذهبوا إلى المدرسة أو العمل.
وتابع قائلا: "لا أحد يصافح أحدا مرة أخرى أعني، يبدو الأمر جنونيا، ولكن هذه هي الطريقة التي يجب أن يكون عليها الأمر حتى نصل إلى نقطة نعرف أن السكان فيها محميون."
كما بدد الخبير الآمال في أن الطقس الأكثر دفئا في فصل الربيع سيضع نهاية للأزمة.
وأردف قائلا "لا ينبغي للمرء أن يفترض أننا سننقذ من خلال تغير في الطقس ... يجب أن تفترض أن الفيروس سيستمر في القيام بعمل".
وقال شيان تشانغ الذي يوظف قرابة 150 شخصا في "مقهى الصين" ومطعمين في نيويورك، إن حوالي 40 شخصا فقط يعملون لديه حاليا. وأوضح أنه أغلق مطعما ويعمل الآخر على تسليم الوجبات السريعة فقط، ولا يأتي العمال إلى المطعم الآخر ربما لأنهم مرضى أو يخافون المرض.
ونقلت أسوشتد برس عن تشانغ قوله "بصراحة، نخسر أموالا كل يوم نفتح فيه".
في الولايات المتحدة، قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إنه سيقدم ما يصل إلى 2.3 تريليون دولار من القروض الموجهة إلى كل من الأسر والشركات.
في أوروبا، من المقرر أن يقوم وزراء مالية منطقة اليورو التي تضم 19 دولة، بمحاولة أخرى اليوم الخميس للاتفاق على إجراءات لمساعدة التكتل على تجاوز الأزمة.
وفي العديد من البلدان الأوروبية، حيث تميل شبكات الأمان الاجتماعي إلى أن تكون أقوى مما هي عليه في الولايات المتحدة، فإن البرامج الحكومية التي تدعم أجور العمال تبقي الملايين من الأشخاص على كشوف المرتبات في أماكن مثل ألمانيا وفرنسا، على الرغم من وجود عدد أقل من ساعات العمل وأجور أقل عادة.
وفي السياق، قالت منظمة العمل التابعة للأمم المتحدة إن ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل يمكن أن تضيع في الربع الثاني من العام بسبب إغلاق الأعمال على خلفية تفشي الجائحة.
وبلغت أعداد الإصابات المؤكدة في الولايات المتحدة حتى الآن بلغت 430 ألفا - ثلاثة أضعاف عدد الدول الثلاث التي تليها مجتمعة.
في ألمانيا، حثت المستشارة أنغيلا ميركل الشعب على تجنب السفر في هذا الوقت، قائلة "حتى الرحلات القصيرة داخل ألمانيا، إلى شاطئ البحر أو الجبال أو الأقارب، لا ينبغي القيام بها خلال عيد الفصح هذا العام".
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن المعابر الحدودية مع ألمانيا وبلجيكا يمكن إغلاقها خلال عطلة نهاية الأسبوع إذا كان هناك كثير من حركة المرور.
أما نيوزيلندا، فقد حذرت الشرطة الناس من عدم التوجه إلى مناطق العطلات لقضاء إجازة عيد الفصح وإلا فسيواجهون الاعتقال.
في ليتوانيا، أصدرت السلطات قرارات بتقييد حركة التنقل وفرضت إغلاقا على المدن الرئيسية خلال عيد الفصح لمنع المزيد من انتشار العدوى في الدولة ذات الأغلبية الكاثوليكية.
هذا وأوقفت البرتغال الرحلات الجوية التجارية في المطارات الدولية الخمسة للبلاد وأقامت نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية لوقف زيارات عيد الفصح.
كما شددت اليونان القيود المفروضة على التنقل قبل احتفالات عيد الفصح الأسبوع المقبل، وكثفت من الحواجز على طول الطرق السريعة والطرق الثانوية، وضاعفت الغرامات بسبب انتهاك الإغلاق وحظر السفر بين الجزر.
واعترف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأن السلطات أصبحت رهينة للأزمة وفشلت في تزويد المستشفيات بالإمدادات الحيوية، بما في ذلك فحوص الفيروس والملابس الواقية للعاملين الطبيين.
وقال سانشيز "استجابت أوروبا في وقت متأخر. استجاب الغرب كله متأخرا، وإسبانيا ليست استثناء".
وارتفع عدد المصابين بالفيروس في جميع أنحاء العالم إلى حوالي 1.5 مليون حالة، مع ما يقرب من 90 ألف حالة وفاة، وفقا لأرقام جامعة جونز هوبكنز.
ومن المؤكد أن الأعداد الحقيقية أكبر بكثير، بسبب محدودية الفحوص، وقواعد مختلفة لإحصاء الوفيات، وإخفاء بعض الحكومات معلومات.