ترامب يناشد آسيا وأوروبا "سرا" لمساعدته على مكافحة الوباء
15:58 - 25 مارس 2020في خطابه إلى الأميركيين، شدد الرئيس دونالد ترامب على أن بلاده لن تعتمد على مساعدة الدول الأجنبية في الحصول على المساعدة من أجل مكافحة فيروس كورونا الجديد.
ففي مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مساء الثلاثاء، كان ترامب يتحدث عن استجابة القطاع الخاص المحلي للأزمة، ولكن خلال ذلك كانت الولايات المتحدة تناشد حلفائها للمساعدة في الحصول على الإمدادات الطبية للتغلب على النقص الحاد في معركتها ضد وباء "كوفيد-19"، الوباء، الذي تسبب بإصابة ما يزيد على 55 ألف أميركي، ومقتل نحو 800 آخرين.
وفي كلمته، قال دونالد ترامب "يجب ألا نعتمد على دولة أجنبية في وسائل بقائنا.. أميركا لن تكون أبدا أمة متوسلة".
ولكن خلف الكواليس، اتصلت الإدارة الأميركية بالشركاء الأوروبيين والآسيويين لتأمين إمدادات مجموعات الاختبار والمعدات الطبية الأخرى التي تعاني نقصا كبيرا في الولايات المتحدة.
ويوم الثلاثاء، تحدث ترامب عبر الهاتف مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جايين، متسائلا عما إذا كانت بلاده يمكنها توفير المعدات الطبية.
وفيما لم يشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض إلى الطلب، فإنه وفقا لرئاسة كوريا الجنوبية، "البيت الأزرق"، تم إجراء المكالمة بناء على "طلب عاجل" لترامب.
وأشاد ترامب ببرنامج الاختبارات الكوري الجنوبي، الذي ساعد في احتواء تفشي المرض هناك، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وأبلغ الرئيس الكوري الجنوبي ترامب بأنه سيدعم صادرات كوريا الجنوبية من الإمدادات الحيوية إلى الولايات المتحدة، لكنه قال "إذا كان هناك فائض محلي".
وفي تقرير لها، أفادت "فورين بوليسي" أن الدبلوماسي الثالث في وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد هيل، طلب قائمة بالدول التي قد تكون قادرة على بيع "الإمدادات والمعدات الطبية الحرجة" إلى الولايات المتحدة.
وجاء في رسالة بالبريد الإلكتروني موجهة إلى السفارات الأميركية في أوروبا وآسيا "اعتمادا على الاحتياجات الحرجة، يمكن للولايات المتحدة أن تسعى لشراء العديد من هذه العناصر بمئات الملايين من خلال شراء معدات عالية المستوى مثل أجهزة التهوية بمئات الآلاف".
وأكد البريد الإلكتروني أن الطلب ينطبق على الدول المضيفة "ما عدا موسكو".
يشار إلى أنه في 15 مارس الجاري، قال مسؤولون ألمان إنهم رفضوا عرضا من إدارة ترامب بشراء حصري للقاح محتمل لفيروس كورونا الجديد تم تطويره من قبل الشركة الألمانية "كيورفاك".
وكانت الولايات المتحدة قد عمدت إلى توسيع عمليات الاختبار التشخيصي بعد بداية بطيئة، وتفاخر ترامب، يوم الثلاثاء، بأن بلاده أجرت اختبارات أكثر في 8 أيام مما نجحت كوريا الجنوبية في إدارته في 8 أسابيع.
الجدير بالذكر أنه حتى نهاية الأسبوع الماضي، اختبرت كوريا الجنوبية 270 ألف شخص، أي بمعدل واحد من بين 190 من السكان، منذ بداية تفشي المرض، بينما أجرت الولايات المتحدة 266 ألف اختبار، بمعدل واحد من 1230 مواطنا أميركيا، في الأيام الثمانية الماضية.
وفيما يتعلق بهذه الاختبارات، فإن بعض المكونات الحاسمة للاختبار التشخيصي قليلة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الكواشف اللازمة لتحديد وجود فيروس كورونا الجديد، وماسحة الأنف المستخدمة لأخذ العينات.
وبينما سيحد هذا النقص من قدرة الولايات المتحدة على إجراء اختبارات جماعية على المدى القريب، فإن الخبراء الطبيون التابعون لإدارة ترامب يحثون على أن تقتصر الاختبارات على المرضى الذين دخلوا بالفعل في المستشفيات.
وفي 18 مارس، أفاد موقع "ديفينس وان"، الإخباري العسكري، أن القوات الجوية الأميركية قامت "بهدوء" بنقل نصف مليون ماسحة أنفية من إيطاليا، التي تعاني تحت وطأة الفيروس القاتل، إلى ممفيس، حيث تم توزيعها في جميع أنحاء البلاد.
وبسبب الظروف على ما يبدو، أخذت الولايات المتحدة في التحول إلى حلفائها بعد أن عمدت إدارة ترامب إلى العمل على توتير العلاقات مع كثير منها.
فقد طالب ترامب كوريا الجنوبية بدفع ما يصل إلى 5 مليارات دولار سنويا لتغطية نفقات القوات الأميركية المنتشرة في قواعد أميركية في كوريا الجنوبية، كما هددت القوات الأميركية بالاستغناء عن آلاف الموظفين الكوريين الجنوبيين إذا لم توافق سول على الصفقة.
وقالت أستاذة العلوم السياسية والباحثة في قسم الدراسات الآسيوية بمجلس العلاقات الخارجية ميرا راب هوبر، في تعليق على تويتر "يبدو الأمر كما لو أنه لم يكن علينا استخدام التحالفات كشكل من أشكال الابتزاز الحمائي، وتهديد شريك مقرب وذي قدرة عالية مقابل 5 مليارات دولار، متخيلا أنه لن تكون هناك عواقب نتيجة للتصرفات الأحادية في المعاملات".
يشار إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مشتر للأدوية والمستلزمات الطبية من الصين، وتسعى لاستيراد كمامات الوجه الصينية ومعدات الحماية، غير أن المفاوضات تعقدت بسبب تزايد حدة العلاقات بين البلدين، بعد أن أصر ترامب، حتى وقت قريب، على أن يصف فيروس كورونا الجديد بـ"الفيروس الصيني".