رغم ويلات الحرب.. سوريا أمام معركة أخرى مع كورونا
18:42 - 24 مارس 2020يثير وصول فيروس كورونا إلى سوريا شبح مخاوف انتشار وباء قاتل في غمرة أهوال الحرب وتبعاتها التي عصفت بالبلاد على مدار تسع سنوات من دمار للمستشفيات وتكدس للمخيمات والتي ستسهم بشكل كبير في سرعة تفشي الفيروس الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بالوباء.
وحذرت مستشارة المجلس النرويجي للاجئين، ريتشل سايدر، من خطر تفشي فيروس كورونا في سوريا، إذ ستكون الدولة الأكثر عرضة لهذا الوباء عالميا في ظل الظروف المتردية للعديد من المدن السورية التي تعرضت للدمار في منظومة الخدمات الصحية الأساسية والبنية التحتية.
وأشارت سايدر إلى أن المدن السورية لا تملك الإمكانيات بأي حال من الأحول لانتشار الوباء.
ورغم الإعلان الرسمي عن اكتشاف حالة واحدة مصابة بفيروس كورونا، يرجح البعض أن يكون الفيروس منتشرا على نطاق أوسع من المعلومات المتاحة بسبب ضعف قدرات الكشف والخدمات الصحية.
وقال رئيس منظمة أهلية محلية مقرها دمشق إن قدرات الكشف عن حالات الإصابة محدودة وإنه لا يوجد سوى معمل رئيسي واحد لإجراء اختبارات الفيروس حتى الآن، مضيفا أن بعض الحالات تعالج في مستشفيات عسكرية.
من ناحية أخرى، قال مصدر بالأمم المتحدة إن ثلاثة سوريين في بيروت أظهرت الاختبارات إصابتهم بالفيروس في مطلع الأسبوع وصلوا من سوريا في الآونة الأخيرة.
تدابير حكومية
ومع إعلان الحكومة السورية اكتشاف أول إصابة بعدوى فيروس كورونا، فرضت أجهزة الدولة مجموعة من التدابير المشددة في ضوء تفشي المرض في دول الجوار.
وأعلن الجيش السوري، السبت، تجهيز المستشفيات العسكرية للحد من انتشار الوباء وأصدر الأوامر بتقليل التجمعات لأدنى حد ممكن.
وقال مدير مستشفى دمشق سامر خضر إن كل المستشفيات الخاصة والعامة في مختلف أنحاء البلاد جاهزة بموجب خطة وطنية للتعامل مع الفيروس.
ورغم القيود التي فرضتها السلطات في سوريا كتعليق الدراسة والأعمال وحظر وسائل النقل العام ووقف رحلات الطيران، لا تزال أعداد كبيرة من المواطنين في شوارع العاصمة دمشق، أكثريتهم يرتدون الأقنعة الواقية.
وكما هو الحال في العديد من الدول التي تفشى فيها الوباء، يقول سكان إن أسعار المطهرات والأقنعة ارتفعت بشدة في العاصمة التي شهدت إقبالا شديدا على شراء السلع في الأيام الأخيرة.
وفي مناطق من سوريا التي لا تخضع لسيطرة الدولة أغلقت قوات يقودها أكراد سوريون في الشمال الشرقي وجماعات معارضة مسلحة تساندها تركيا في الشمال الغربي المعابر أيضا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه لم يتأكد وجود أي حالات في شمال غرب سوريا الذي يخضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، غير أن أعراضا محتملة للعدوى ظهرت على عدد من المرضى منذ أسابيع وأن 300 جهاز للكشف عن الفيروس ستصل خلال يومين.
وقد أدت الاشتباكات بين قوات الجيش السوري وفصائل المعارضة إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص في الشهور الأخيرة مما أحدث حالة من الفوضى في البنية التحتية، وتعرضت العديد من المنشآت الطبية بالمنطقة للدمار.
ويقول الطبيب بشير تاج الدين الذي يعمل مع الجمعية الطبية السورية الأميركية في إدلب "حالات كثيرة تأتي إلى المنشآت والمستشفيات وعليها الأعراض لكن ليست لدينا القدرة على التشخيص".
ويعيش نازحون سوريون في مخيمات مؤقتة مزدحمة الأمر الذي يثير قلق العاملين في المجال الطبي من أن يفتك المرض بأعداد كبيرة من السوريين.