المبادرات و"الأهازيج الثورية" أدوات السودانيين لصد "كورونا"
23:48 - 21 مارس 2020يرسم السودانيون صور ملفتة عن دور التضامن المجتمعي لمجابهة فيروس كورونا المستجد ومنع انتشاره في البلاد، التي تعاني من التدهور الذي طال كافة مناحي الحياة، خلال سنوات حكم النظام السابق، بما في ذلك البنية التحتية الصحية التي تظهر ملامح تآكلها في ضعف جاهزية المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.
ورغم عدم انتشار فيروس كورونا في السودان بذات المعدلات التي ينتشر بها المرض في الكثير من البلدان العربية، إلا أنه لا حديث يعلو على الحديث عن الجهود الرسمية والمجتمعية الرامية للتصدي للفيروس ومنعه من اختراق مناعة النظام الصحي السوداني الهشة.
روح الثورة
وتسجل الروح والثقافة الجديدة التي سادت المجتمع السوداني في أعقاب ثورة 19 ديسمبر حضورا قويا في دفتر يوميات التصدي لفيروس كورونا، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال الأهازيج والأناشيد الثورية التي يتغنى بها الأطفال والشباب، أثناء حملات توزيع المطبوعات التوعوية أو الأدوات الصحية كالمعقمات والكمامات.
وبات من الطبيعي أن تسمع المتطوعون يرددون شعارات:
* الحل في العزل ..كرونة الموت تسقط بس (شعار ثورة ديسمبر الشهير "تسقط بس").
* الوقفت (التي أوقفت) حالنا تسقط بس.
* اللغت (التي ألغت) أشغالنا تسقط بس"
هذه الكلمات والأشعار هي في الواقع مستقاه من الأهازيج التي كان يرددها الثوار في الشوارع والميادين قبل سقوط النظام السابق.
فعل عملي
وفي موازاة الروح الثورية تسود حالة من الفعل العملي الهادف لسد النقص ومساعدة الناس للحصول على المواد الأساسية التي تعينهم على التعايش مع الوضع الحالي.
يقول مصطفى سليمان وهو صيدلاني يعمل مع مجموعة من زملائه المتطوعين داخل مبنى صغير مجهز ببعض المعدات والأجهزة المعملية، إنهم يعملون لأكثر من 10 ساعات في اليوم من أجل تركيب محاليل معقمة وتعبئتها في عبوات صغيرة من أجل توزيعها في الطرق والمستشفيات وأماكن التجمعات العامة لسد النقص الكبير في أدوات التعقيم بالصيدليات والأسواق.
وتجد مبادرة مصطفى وزملائه صدا كبيرا في الشارع السوداني الذي يدرك أهمية التضامن والتكاتف من أجل تعزيز الجهود الحكومية ودعمها بمبادرات مجتمعية في مختلف المجالات تهدف جميعها للتصدي لأي انتشار محتمل للفيروس في بلد تكفي فيه المستشفيات بالكاد لتحمل تدفق المرضى والمراجعين العاديين.
وفي مكان آخر ليس بعيدا عن المعمل الذي يعمل فيه مصطفى وزملائه يعمل عدد من الشباب على تصوير اسكتشات ومشاهد توعوية كوميدية تحمل رسائل مبسطة وصغيرة لتعريف الناس بالممارسات والسلوكيات والارشادات الصحيحة التي يجب اتباعها من أجل تفادي الإصابة بفيروس كورونا.
ووفقا للمخرج والكاتب فؤاد عبدالرحيم فإن للفن والدراما دور كبير في تبصير المجتمعات ودعم الجهود الحكومية خصوصا في ظل الظرف الحالي الذي يعتبر استثنائيا ويحتاج لكل جهد من أجل تقليص الخسائر والحد منها.
المغتربون يدعمون
ورغم المحنة التي يواجهونها داخل الولايات المتحدة الأميركية، لم ينسى السودانيون المقيمون هناك أهلهم في الوطن.
فقد أعلنت مجموعة من منظمات المجتمع السوداني في أميركا مثل جمعية أساتذة الجامعات السودانيين-الأميركيين ورابطة أبناء دارفور والجالية السودانية وتجمع الأطباء السودانيين وغيرها من المنظمات والجمعيات السودانية في الولايات المتحدة، تكوين فريق مشترك لقيادة حملة واسعة لدعم مجهودات وزارة الصحة السودانية في مجابهة فيروس كورونا وتوفير الإحتياجات الأساسية للكادر الصحي في السودان للتعامل مع الحالات المشتبهة والمؤكدة.