السودان في منأى عن كورونا بسبب ضعف حركة الأجانب وحرارة الطقس
23:10 - 12 مارس 2020ليس الخوف من الكورونا بل هي موجة الغبار الكثيفة التي اجتاحت شوارع الخرطوم هو ما دفع بالكثير من سكان العاصمة السودانية لارتداء الكمامات ظهر، الخميس.
موقع "سكاي نيوز عربية" بحث في الأسباب التي جعلت السودان في منأى عن أزمة وباء فيروس كورونا حتى الآن، وتحدثت مع عدد من الاختصاصيين في الوبائيات والأمراض المعدية، وسألتهم ما إذا كان السبب هو كما يشاع في العديد من وسائل الإعلام بأن أصحاب البشرة السمراء - وهي الغالبة في السودان بعيدون عن هذا الفيروس الذي فاقت وفياته 4 آلاف حالة في ظل غياب معظم البلدان الأفريقية عن خريطة توزيع الإصابات بالمرض حتى الآن.
حياة اعتيادية
على عكس السائد في معظم البلدان العربية والآسيوية والأوروبية، تسير الحياة في الشارع السوداني بشكل اعتيادي، المدارس تعمل كالمعتاد وملاعب كرة القدم تمتلئ بالجمهور دون أي خوف أو هاجس.
ومنذ تفشي المرض في الصين وانتقاله إلى الكثير من بقاع العالم الأخرى لم يلحظ أي تغير في حركة السودانيين أو سلوكياتهم اليومية.
ولم تظهر الكمامات في وجوه الناس إلا بعد موجة الغبار الكثيفة التي اجتاحت العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في البلاد، والتي بحسب توقعات هيئة الإرصاد الجوية ستستمر عدة أيام قبل أن تنحسر منتصف الأسبوع المقبل.
وفي الجانب الآخر، قطع وزير الصحة السوداني أكرم على التوم بعدم وجود أي حالة إصابة مؤكدة حتى الآن، لكنه أكد أن السلطات الصحية بالبلاد اتخذت كافة الإجراءات الوقائية في المطارات والمنافذ البحرية والبرية والمستشفيات، كما خصصت منشأة للعزل زودت بكافة الأجهزة والمتطلبات الطبية.
حركة السفر
هنالك العديد من الأسباب الموضوعية التي أسهمت في عدم انتشار الفيروس في السودان حتى الآن من بينها حركة السفر الضعيفة نسبيا.
ووفقا لمسؤول في جوازات الأجانب بوزارة الداخلية فإن عدد الأجانب القادمين إلى السودان أو العابرين منه إلى دول أخرى يتراوح ما بين 250 إلى 300 في اليوم الواحد، وذلك بسبب فقدان مطار الخرطوم مكانته في بداية التسعينيات كنقطة عبور للقادمين من أوروبا وآسيا إلى دول أفريقيا الأخرى، والتراجع الكبير في أسطول شركة الخطوط الجوية السودانية والذي أدى إلى توقف أكثر من 95 في المئة من وجهاتها الإقليمية والعالمية.
أسباب موضوعية
وفي حين يرى عثمان عبدالله محمد خير وهو طبيب وأستاذ جامعي عمل في العديد من المستشفيات فإن الانخفاض النسبي في حركة السفر قد يكون أحد أسباب عدم انتشار المرض، إلا أنه يستبعد تماما أن تكون هنالك علاقة مباشرة بين لون البشرة وانتقال فيروس كورونا وذلك لسبب بسيط وهو أنه لم يثبت حتى الآن ما يشير إلى أن فيروس كورونا ينتقل عبر الجلد فهو من نوع الفيروسات التي تنتقل عبر الأغشية المخاطية في معظم الأحيان.
لكن من وجهة نظر خير فإن هنالك عامل آخر قد يدعم ظاهرة قلة انتشار المرض في دول القارة الأفريقية وهو أن معظم تلك الدول تقع في نطاق المناطق ذات الطقس الحار الذي يقلل عموما من دورة حياة الفيروس.
وعلى الرغم من وجهة النظر هذه إلا أن خير ينصح بضرورة أخذ الحيطة والحذر إذ أن فيروس كورونا من الظواهر الطبية الجديدة التي من المبكر تحديد طبيعتها وكيفية انتشارها.
حرارة الطقس
ويتفق الفاتح عمر السيد عضو نقابة أطباء السودان الشرعية والذي عمل في الكثير من برامج الوبائيات في مختلف مناطق السودان خلال الأعوام العشرين الماضية مع وجهة نظر الأستاذ الجامعي.
ويشير السيد إلى أن حرارة الطقس تساعد على تكوين فيتامين دي في الجسم وهو عامل مهم في الوقاية من الكثير من الأمراض.
ويرى عضو نقابة الأطباء أن حرارة الطقس في العديد من بلدان القارة الأفريقية ساعدت كثيرا في عدم انتشار أمراض محددة تصيب العديد من سكان المناطق الباردة مثل سرطانات الجلد وغيرها من الأمراض التي تجد مسبباتها محفزا قويا من الطقس البارد.