بعد توتر طويل.. اتفاق فرقاء جنوب السودان على "حكومة وحدة"
22:12 - 20 فبراير 2020اتفق طرفا النزاع في دولة جنوب السودان على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد مشاورات استمرت عدة ساعات بين رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير وزعيم المعارضة رياك مشار ونائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو.
وبموجب الاتفاق سيتم تسمية رياك مشار نائبا أولا للرئيس سلفا كير إلى جانب نواب آخرين يمثلون مختلف المناطق.
ويشكل الاتفاق الذي يدخل حيز التنفيذ يوم السبت، بداية لنهاية توتر استمر أكثر من 9 سنوات تخللته حرب أهلية طاحنة راح ضحيتها الآلاف وتوقف على إثرها نحو 50 في المئة من إنتاج النفط.
ويقوم الاتفاق الجديد على أساس إعادة هيكلة الولايات وحصرها في 10 ولايات فقط بعد تراجع ميارديت عن موقفه المتمسك ب 32 ولاية.
وتعهد الرئيس سلفا كير بتوفير الأمن والاستقرار بالبلاد لحين اكتمال إعداد الجيش المشترك ومواصلة الحوار حول ما تبقي من المسائل العالقة التي لم تحسم، بعد تشكيل الحكومة.
وقال إن التغييرات التي شهدها الجنوب جعلت السلام هدفا استراتيجيا، وأضاف "لقد سئمنا الحرب ومعاناتها"، داعيا كل أبناء الجنوب اللاجئين والنازحين للعودة للوطن لدعم السلام الذي تحقق.
من جانبه، أكد مشار أن المسائل والموضوعات المتبقية سيتم حسمها من خلال الحوار داخل حكومة الوحدة الوطنية التي ستشكل.
ويشكل الاتفاق الجديد خطوة مهمة لاستدامة وبناء السلام من خلال تكوين الحكومة الانتقالية، وفقا لنصوص اتفاقية السلام الموقعة في أديس أبابا في 2018 والتي تعثر تنفيذها أكثر من مرة.
وأجرت لجنة مكونة من خمسة خبراء من الاتحاد الأفريقي وخمسة من أطراف الاتفاقية بمراقبة منظمة الإيقاد مفاوضات استمرت أكثر من عام ونصف لكنها لم يتم تحقيق تقدم ملموس إلا بعد تدخل جمهورية جنوب أفريقيا والسودان على خط الوساطة.
وفي السابع عشر من ديسمبر الماضي، اتفق طرفا النزاع على بدء تنفيذ إجراءات الترتيبات الأمنية فورا وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية خلال مئة يوم.
ومن المتوقع أن تساعد الخطوة على إعادة الاستقرار لدولة جنوب السودان التي ظلت تعاني منذ انفصالها عن السودان من مشكلات أمنية واقتصادية كبيرة انعكست سلبا على الأوضاع في السودان الشمالي أيضا.