"من سيء لأسوأ".. خيبة الأمل تدفع إيرانيين لتجاهل الانتخابات
17:03 - 18 فبراير 2020تعكس الانتخابات البرلمانية المقررة هذا الأسبوع في إيران، فقدان الثقة لدى الكثير من أبناء الشعب في النظام الذي يحكمهم، وذلك مع تصاعد الأزمة مع الولايات المتحدة، والكارثة التي تعرضت لها طائرة ركاب أوكرانية بسبب "خطأ" إيراني.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي تجرى في 21 فبراير الجاري، ساد جو من الوجوم بين الإيرانيين الذين أرهقهم تعاقب الأزمات، مما ساهم في تحطيم ما كان لديهم من آمال في حياة أفضل.
ويشكل هذا ضربة جديدة لرموز النظام الإيراني، إذ بذل حلفاء المرشد علي خامنئي، جهودا لضمان هيمنة المتشددين على الساحة، مما يعني أنه بغض النظر عن نسبة الإقبال، فإن الصقور الذين يريدون نهجا أكثر تشددا مع واشنطن ربما يشددون سيطرتهم على البرلمان.
غير أن ضعف الإقبال سيضعف موقف زعماء إيران ويشجع منتقديهم في الداخل والخارج. وقالت طبيبة تواجه عيادتها في طهران صعوبات في توفير الأدوية المتخصصة: "أنا شخص سبق أن أدلى بصوته. وكان أملي أن تتحسن الأمور عندما أدليت بصوتي في الماضي، لكن الآن تم تجاوز كل الخطوط الحمراء".
وأضافت في مكالمة هاتفية، طلبت فيها عدم الكشف عن هويتها: "هذه المرة لا أمل عندي. وبالتأكيد لن أدلي بصوتي"، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
"لم نر أي تقدم"
وقبل أربع سنوات، بدت الأمور مختلفة تماما، إذ حقق روحاني وحلفاؤه مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية، وكان كثيرون يأملون أن يؤدي الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى العالمية في 2015، إلى انتشال إيران من عزلتها السياسية ودعم الاقتصاد.
لكن سلوك إيران والدور الذي تلعبه في حروب إقليمية تشنها أطراف أخرى بالوكالة، حطمت تلك الآمال، كونها دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي في 2018، وإعادة فرض العقوبات على إيران.
وقال عامل في متجر للهواتف المحمولة وسط مدينة أصفهان، يدعى علي، في مكالمة هاتفية: "السبب الرئيسي لكل شيء هو الاقتصاد... أدليت بصوتي لعدة سنوات ولم يحدث ذلك أي فرق. فلم نشهد أي تقدم لكي نقول إننا نريد أن يتقدم هذا المرشح أو ذاك".
وتتعرض السلطات لضغوط منذ العام الماضي عندما قوبلت احتجاجات على زيادة أسعار الوقود بأشد رد فعل أمني منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، مما أدى إلى مقتل المئات.
وأدت ضربة بطائرة أميركية مسيرة إلى مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في يناير الماضي بالعراق، إلى تكتل الإيرانيين حول قضية عامة، غير أن هذا التأييد سرعان ما تبدد وحلت محله احتجاجات غاضبة على مساعي التستر على إسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.
وقال أحد المقيمين في طهران، وهو من ملاك العقارات ولا يعتزم التصويت، طالبا عدم نشر اسمه: "هذه السنة الأمور تسير من سيء إلى أسوأ، بعد سقوط الطائرة فقدت الحكومة الكثير من أنصارها".
وحتى قبل الاضطرابات الأخيرة، كانت العقوبات قد خفضت صادرات النفط الخام الإيراني بأكثر من 80 في المئة، وفرضت ضغوطا مؤلمة على مستوى المعيشة.
وانخفضت قيمة الريال الإيراني ليصل في السوق الحرة إلى نحو 140 ألفا مقابل الدولار، بالمقارنة مع سعر الصرف الرسمي البالغ 42 ألفا، وذلك وفقا لموقع "بونباست دوت كوم" للصرف الأجنبي.
وأدى انخفاض قيمة العملة إلى اضطراب التجارة الخارجية الإيرانية وارتفاع التضخم، الذي يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ 31 في المئة هذا العام.
ويتوقع المحللون أن يكون الإقبال على الانتخابات منخفضا عن نسبة 62 في المئة المسجلة عام 2016 في الانتخابات البرلمانية، على أن يكون الإقبال أكبر في المدن الأصغر الأكثر محافظة، حيث تضغط الأسر على الأقارب للإدلاء بأصواتهم.