وحيدا في المنزل.. كيف يعيشون في "بؤرة كورونا"؟
14:22 - 09 فبراير 2020مرت 3 أسابيع منذ أن أصبحت مدينة ووهان الصينية، بؤرة وباء كورونا، في حجر صحي كامل، وبات الكثيرون من سكان المدينة حبيسي منازلهم.
ومن بين هؤلاء، وو تشن، الذي أصبح أسير شقته ولا يعيش فيها معه سوى قطته باوزي، بحسب تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية، الأحد,
الخوف من الإصابة بفيروس كورونا القاتل يسيطر على كل تحركاته وأفكاره. يفحص حرارته مرتين على الأقل يوميا. مرة في الصباح ومرة في المساء.
ويحرص على تنظيف شقته جيدا في محاولة لتقليل خطر الإصابة بالفيروس القاتل.
وفاق عدد ضحايا فيروس كورونا المستجد الأحد عدد ضحايا فيروس السارس، إذ قضى على حياة أكثر من 800 شخص.
وو هو واحد من ملايين الأشخاص الذين باتوا أسرى منازلهم في مقاطعة هوبي التي عاصمتها ووهان، ويطال الحظر الذي تفرضه السلطات ملايين الصينيين في العديد من المدن الصينية الأخرى في البلاد.
ولم يغادر وو، وهو مصمم رسوم يبلغ من العمر (26 عاما) شقته سوى عدة مرات، وذلك لغاية ماسة: جلب المواد الغذائية له ولقطته ولا ينسى بالطبع أقنعة الوجه الواقية (الكمامات).
وقال إنه بالكاد رأى شخصا يسير في الطريق عندما خرج لجلب المستلزمات الضرورية بمساعدة صديق، مؤكدا أن شوارع المدينة خالية على عروشها.
ومنذ أن أغلق المصمم الصيني الباب على نفسه، ارتفعت حصيلة ضحايا الفيروس الذي يسبب الالتهاب الرئوي القاتل في مقاطعة هوبي.
ولدى الإعلان عن الحجر الصحي الكامل في ووهان، وسط الصين، في أواخر يناير الماضي، كان هناك ألف مصاب في الصين. أما اليوم فهناك أكثر من 37 ألف حالة مؤكدة.
وكانت خطوة عزل مدينة ووهان عن العالم أمرا غير مسبوق في تاريخ الصين التي واجهت الكثير من الكوارث، وبدا من الإجراء أن بكين عازمة على محاربة الفيروس ومنع انتشاره بأي وسيلة.
ولم تتخذ الصين خطوة العزل الجماعي للمدن حتى عندما تفشى فيروس سارس عام 2003 وأدوى حينها بحياة المئات.
ولم يعد بمقدور عشرات الملايين من الصينيين مغادرة مدينتهم، أو أحيانا لا يستطيعون مغادرة المناطق المحيطة بهم، إذ نشرت السلطات الصينية نقاط تفتيش وأغلقت طرقا وألغت الرحلات الجوية وأقفلت السكك الحديدية المؤدية لبعض المدن.
وأظهرت مقاطع الفيديو وصور جرى تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي أنهارا من البشر داخل مستشفيات ووهان، بعدما دب الذعر بينهم، فيما ظهرت رفوف المحال التجارية في المدينة فارغة من المستلزمات الأساسية.
لكن المصمم الصيني وغيره من سكان المدينة قالوا لـ"سي أن أن" إنهم يثقون بقدرة السلطات الصينية على مواجهة الفيروس.
مع ذلك، قال إنه بات يشعر بضجر شديد من جراء الحبس المنزلي الذي يعيشه منذ أسابيع.