بجهود ذاتية.. شباب يصنعون منتجعا على نهر دجلة
00:15 - 24 يناير 2020استغل بعض الشباب اعتصامهم قرب ساحة التحرير المطلة على نهر دجلة في بناء مرفق ترفيهي، حمل بصمات الحداثة، عبر أنشطة شاطئية، سلطت الضوء على إبداع الشاب العراقي، فضلا عن مخيلته المتأثرة بثقافات وحضارات أخرى.
وقال أحمد هادي (22 عاما) وهو أحد المعتصمين قرب نهر دجلة إنه "قرر الاعتصام في هذا المكان بعد افتتاحه بأسبوع واحد، لما يحمله من خاصية استجمامية، بعيدا عن ضوضاء الشوارع والأزقة".
وبين صاحب الفكرة الأساس يوسف الفهد (36 عاما) أنه "أسس منتجعا مجانيا أسماه شاطئ التحرير، وسك فيه مجموعة من الفعاليات، منها ملعبين لكرة القدم والطائرة، أقيمت على إثرها مباراتين لناديين محليين".
وأضاف يوسف أنه "أنشأ في غضون ذلك مرافئ خاصة للجلوس والاستجمام، فضلا عن إنارة المكان بالأضوية الكهربائية، ليستمر شاطئ التحرير في جذب الزائرين ليلا".
وكشف أن "شاطئ التحرير استقبل ويستقبل مزيدا من النشاطات والفعاليات، أبرزها إنشاء مكتبة مجانية للمعتصمين، فضلا عن أسواق خيرية لدعم الثورة، تتخللها نشاطات لرقص الهيب هوب والغناء".
وحول الأنشطة المقامة على منتجع شاطئ التحرير، أكد مغني الراب محمد كريم (26 عاما) في مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية" أنه "أحيا حفلاً غنائيا على مشارف نهر دجلة، بعد قبوله دعوة عدد من الشباب الذين أنشؤوا سوقا خيريا لدعم ثورة أكتوبر".
كما ألمح إلى أنه "قدم ثلاث أغنيات، كان طابعها نقدا وسخريا من قادة الأحزاب الدينية، لقى خلال غنائه إقبالا كبيرا من الحاضرين، تعرض على إثر ذلك لتهديدات من جهات مجهولة".
فيما ذكر محمد سامي (25 عاما) صاحب مكتبة أنشئت على نهر دجلة أنه "أسس مكتبة مجانية في أيام الاعتصام الأولى بساحة التحرير، أسماها مكتبة شهداء التحرير، ثم انتقل مع فريقه التطوعي إلى شاطئ التحرير بعد افتتاحه بأيام".
وأشار إلى "إنجاز مكتبته بالتعاون مع مكتبات شارع المتنبي، الذين دعموه بالمال والكتب، فضلا عن دعم الأهالي، لتضم مكتبته مصادر مختلفة، منها ما هو علمي، ومنها ما هو أدبي".
وتابع أن "الدافع وراء ذلك ينحسر في نقل صورة إيجابية عن ثورة أكتوبر"، مبديا رغبته في إرسال رسالتين، إحداهما للسلطات العراقية، والثانية للعالم، "مفادهما: وعي الشباب العراقي وسلمية الاحتجاج".