أردوغان ومستنقع ليبيا.. عقبة "الجوار" أمامه والبحر من خلفه
23:02 - 09 يناير 2020لم يعد هناك أي دولة في جوار ليبيا تؤيد مخطط الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في التدخل العسكري في هذه الدولة العربية، دعما لحكومة تعتمد على الميليشيات، وهو ما يضع خططه العسكرية أمام عقبة كبيرة ومنفذ وحيد وخطير عبر البحر.
وجاء أحدث رد على محاولة أردوغان تمهيد الطريق للتدخل العسكري في ليبيا من الجزائر، الذي بدأت تستعيد عافيتها الدبلوماسية وتهتم بالشؤون الخارجية بعد ترتيب أوضاعها الداخلية.
وجاء موقف الجزائر الرافض للتدخل "أيا كان نوعه" على لسان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي قال هذا الكلام خلال استقباله وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أوغلو.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن تبون قوله إنه "بعد تحليل معمق للوضع من كل جوانبه, بما فيها التدخلات العسكرية الأجنبية في التراب الليبي, اتفق الطرفان على تجنب أي إجراء عملي يزيد في تعكير الأجواء".
وفي اليوم التالي، أي الأربعاء، استقبل تبون، رئيس حكومة طرابلس الليبية، فايز السراج، وبحث معه سبل الحل السياسي في ليبيا، "بعيدا عن أي تدخل أجنبي"، بحسب الوكالة الجزائرية.
والخميس، أكدت الجزائر على لسان وزير خارجيتها، صبري بوقادوم رفضها للتدخل العسكري في ليبيا، وطالبت باحترام حظر دخول الأسلحة إلى البلاد.
الحاجة الماسة
ويعني ذلك ضمنيا أن الجزائر لن توافق على استعمال أراضيها كجسر للتدخل العسكري التركي في ليبيا، خاصة أن الجيش الوطني الليبي زاد من مساحة الحظر الجوي فوق العاصمة طرابلس.
وتركيا بحاجة إلى وجود مساعدة في جوار ليبيا، خاصة في ظل تسارع معركة تحرير قلب طرابلس، التي يشنها الجيش الوطني من أجل استردادها من قبضة الميليشيات الموالية لحكومة السراج.
وإلى جانب الجزائر، أعلنت تونس حيادها في الأزمة الليبية، وقال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن بلاده لم ولن تدخل في أي تحالف مع أي طرف فيما يتعلق بالأزمة الليبية، مكذبا ما تردد حول اتفاقه مع الرئيس التركي.
وهذا يعني أن لا طريق لأردوغان إلى الجزائر سوى البحر والجو، وهو طريق محفوف بالمخاطر، وقد يغلق بفعل التطورات الميدانية.
مصر وتونس ضد التدخل
ومصر، بدورها، تقف إلى جانب الجيش الوطني في مواجهة ميليشيات طرابلس وداعميه الأتراك، خاصة أن الاتفاق يتعدى صلاحية السراج وفق اتفاق السراج، كما أنه مدخل قد يزعزع الاستقرار في المنطقة وخاصة أمنها القومي، لا سيما في ظل التقارير التي تؤكد وجود مقاتلين متطرفين نقلتهم تركيا إلى ليبيا.
وقبل أيام، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن تحرك وحدات من الجيش التركي إلى ليبيا، وذلك للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس في معركتها ضد قوات الجيش الليبي.
وأفادت مصادر سورية، في وقت سابق بوصول قرابة 1000 مقاتل إلى ليبيا، في حين يستعد 1700 آخرون للالتحاق بساحات القتال في طرابلس بدعم من أنقرة.
وأعطى السراج وأردوغان غطاءً لهذا التدخل، بعدما أبرما مذكرتي تفاهم في نوفمبر الماضي، الأولى تتعلق بترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، والثانية تتيح لأنقرة إرسال جنود إلى ليبيا.
ولقي الاتفاقان معارضة ليبية قوية، إذ ألغاهما البرلمان وتعهد، وقرر إحالة الموقعين عليها للقضاء وقطع العلاقات مع تركيا.
وتمكن الجيش الليبي في إحراز تقدم خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما أعلن قائده المشير خليفة حفتر انطلاق عملية حاسمة لتحرير قلب طرابلس التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة.
ويشن الجيش الوطني الليبي منذ أشهر حملة عسكرية واسعة، للقضاء على ميليشيات طرابلس التي تعمل تحت إمرة حكومة فايز السراج وتأتمر بأمر تنظيم الإخوان الإرهابي.