دعوات لتجنب التصعيد في الشرق الأوسط بعد مقتل سليماني
21:57 - 03 يناير 2020طالب عدد من قادة الدول في العالم، لضبط النفس وعدم التصعيد، بعد مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد فجر الجمعة، في عملية تثير مخاوف من نزاع مفتوح بين واشنطن وطهران.
وبعد العملية بساعات، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده "ملتزمة بخفض التصعيد ولا تسعى لحرب مع إيران"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن واشنطن "مستعدة لمواجهة كل التهديدات الإيرانية".
وكتب في تغريدة: "نقدر بأن حلفاءنا يدركون التهديدات العدوانية المستمرة التي يمثلها فيلق القدس الإيراني، (...)، الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بخفض التصعيد".
ومن ناحيته، أعلن قصر الإليزيه الجمعة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبقى على "اتصال وثيق" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن لمتابعة الوضع في العراق "وتجنب تصعيد جديد خطير للتوتر" وأنه دعا "كل الأطراف إلى ضبط النفس".
وقالت الرئاسة في بيان أنه خلال اتصال هاتفي مع بوتن صباح الجمعة، ذكر الرئيس الفرنسي "بتمسك فرنسا بسيادة وأمن العراق واستقرار المنطقة"، داعيا إيران إلى "العودة سريعا إلى الاحترام الكامل لالتزاماتها النووية والامتناع عن أي استفزاز".
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الجمعة خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية في بغداد، يهدد "بتفاقم خطير للوضع" في الشرق الأوسط.
وقال الكرملين في بيان "لقد لوحظ أن هذا العمل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة بشكل خطير".
كما دعا متحدث باسم الأمم المتحدة، عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الزعماء إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وقال بأن "العالم لا يمكنه تحمل حرب أخرى في الخليج".
ردود فعل عربية
كما قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان الجمعة، إنها تتابع التطورات في العراق بقدر كبير من القلق، ودعت إلى تفادي أي تصعيد جديد.
وقال البيان: "بقدر كبير من القلق، تتابع وزارة الخارجية التطورات المتسارعة للأحداث في العراق، والتي تنذر بتصعيد للموقف من الأهمية تجنبه، ولهذا فإن مصر تدعو لاحتواء الموقف وتفادي أي تصعيد جديد".
كما طالبت السعودية والإمارات بضبط النفس وعدم التصعيد. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية: "مع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه".
وأكّد المصدر على "وجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع".
وفي أبوظبي، غرّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر "في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد".
وتابع "القضايا التي تواجهها المنطقة معقدة ومتراكمة وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال".
وأكدت مملكة البحرين أيضا على ضرورة عدم التصعيد، إذ قالت الخارجية البحرينية: "تتابع مملكة البحرين تطورات الأحداث في جمهورية العراق الشقيقة، التي جاءت نتيجة الأعمال الإرهابية المدانة التي شجبتها المملكة فيما سبق".
وأضاف بيان الخارجية: "نؤكد على ضرورة عدم التصعيد من أجل تجاوز هذه المرحلة، والتصدي لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب".
من جانبها، قالت الخارجية الأردنية أن المملكة "تتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع في العراق"، داعية إلى "بذل كل جهد ممكن لاحتواء الأزمة وخفض التصعيد".
وشددت الوزارة على "أهمية التعاون لحماية أمن العراق واستقراره"، بحسب بيان رسمي.
وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية ضيف الله الفايز في البيان، "ضرورة بذل كل جهد ممكن لاحتواء الأزمة وخفض التصعيد، الذي سيكون له تداعيات كبيرة صعبة إن تفاقم".
وشدد الفايز على ضرورة "تجنيب المنطقة تبعات أزمات جديدة، من خلال اعتماد معالجات سياسية وبناء علاقات إقليمية قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية".