معركة طرابلس.. مرتزقة تحت العباءة التركية
23:39 - 28 ديسمبر 2019لم تكتف أنقرة بالتدخل في الشؤون الليبية من خلال اتفاقيتي الأمن وترسيم الحدود مع حكومة فايز السراج في طرابلس، بل ذهبت أبعد من ذلك عبر زجها بمرتزقتها في أتون معركة تحرير طرابلس التي يخوضها الجيش الوطني الليبي ضد الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تسيطر على المدينة.
فقد كشفت تقارير إخبارية عن وصول مرتزقة من سوريا إلى ليبيا، جندتهم تركيا للقتال إلى جانب الميليشيات الداعمة لحكومة فايز السراج في طرابلس، لمواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يسعى لتخليص المدينة من الميليشيات الإرهابية المسلحة عبر عملية عسكرية أطلقها في أبريل الماضي.
ونقلت صحيفة "العرب" الدولية عن مصادر ميدانية وسياسية قولها، إن حوالي ألف مسلح وصلوا من سوريا إلى طرابلس عبر تركيا خلال اليومين الماضيين للقتال في صفوف ميليشيات طرابلس.
وأشارت الصحيفة إلى أن نقل المسلحين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا، كان من خلال رحلات على متن الخطوط الليبية والخطوط الأفريقية، مشيرة إلى أن آخر رحلة لشركة الخطوط الأفريقية هبطت في مطار معيتيقة في طرابلس.
دعوة للتدخل الدولي
وفي أول تعليق ليبي على إرسال تركيا مرتزقة إلى طرابلس، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، السبت، إنه "يجب على المجتمع الدولي العمل على وقف الدعم التركي للميليشيات في ليبيا".
وأكد المحجوب لسكاي نيوز عربية ضمن برنامج "غرفة الأخبار"، السبت، أن "المجموعات المسلحة المتطرفة التي ترسلها تركيا لن تتمكن من هزيمة الشعب الليبي".
وجدد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي التأكيد على أن "تفشي الإرهاب في ليبيا خطر على الأمن الأوروبي والدولي".
وأكدت مصادر ميدانية وسياسية لصحيفة "العرب" الدولية، أن عدد الرحلات التي تم تسييرها حتى الآن من تركيا إلى طرابلس وتحمل مرتزقة من سوريا بلغت 4 رحلات.
وأشارت تلك المصادر إلى أن عملية نقل المرتزقة نفذتها طائرات كبيرة، منها اثنتان من الخطوط الجوية الليبية واثنتان من الخطوط الأفريقية.
استعداد وجاهزية
وتسارعت وتيرة الدعم التركي لميليشيات طرابلس خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع تحقيق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تقدما كبيرا على أكثر من محور باتجاه قلب طرابلس.
وكان البرلمان التركي قد صادق على اتفاق للتعاون العسكري والأمني الذي وقع بين تركيا وحكومة السراج، مما يتيح لأنقرة تعزيز نفوذها في ليبيا.
إلا أن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي أكد أن أهالي طرابلس "جاهزون للانتفاض على الميليشيات المدعومة من تركيا وتحمي حكومة السراج.
وقال المحجوب إن الميليشيات التي تسيطر على طرابلس أدخلت الدبابات إلى الأحياء السكنية، وتخذ من المدنيين دروعا بشرية، في وقت تحقق قوات الجيش الوطني الليبي تقدما نحو قلب المدينة.
وختم مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي بالتأكيد على أن الوحدات العسكرية التابعة للجيش قامت بتأمين المناطق التي استعادتها من قبضة الميليشيات.