اغتيال "العريس" يهز العراق.. ووالدته تخرج في فيديو مؤثر
16:25 - 21 ديسمبر 2019حرك اغتيال الشاب العراقي علي العصمي، وسط الناصرية بمحافظة ذي قار، مشاعر الشارع العراقي، الذي عاش ليلة حزينة جدا، ليخرج الآلاف في ساحات مدينته، ومن بينهم والدته، يهتفون باسمه، وباسم المظاهرات العراقية ضد الحكومة.
وخرج الآلاف من الشبان في ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، في تشييع لجثمان العصمي، الذي اغتاله مجهولون، الجمعة، ظنا منهم أنه شقيقه سلام.
وانتشر فيديو لوالدة العصمي، خلال مسيرتها مع الشبان، وهي تنعى ابنها قائلة: "غدروك الجبناء يا ابني.. لو مات واحد أو 100.. أني قافل (مصممة) على القضية.. هذه قضية العراق لا تنتهي".
ولاقى الفيديو تفاعلا كبيرا من العراقيين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي أبدو تعاطفهم مع "أم الشهيد"، وإعجابهم بإصرار الأم البطلة، بينما سماه البعض "الشهيد العريس"، بسبب انتشار منشور نشره العصمي عن خطوبته قبل فترة وجيزة.
وانتشرت فيديوهات أخرى لآلاف الشباب في مسيرة تشييع جثمان العصمي، مرددين عبارة "نشهد بس ما نستسلم"، وسط ساحة الحبوبي.
ونعى شقيقه الأكبر، سلام العصمي، أخاه، في منشور على موقع فيسبوك: "هذا الذي قتلتوه أخي الصغير وليس أنا، وحفل زفافه بعد أشهر من اليوم".
وتأتي عملية اغتيال علي العصمي، لتكمل سلسلة الاغتيالات البشعة للناشطين العراقيين على يد مسلحين مجهولين.
كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات سابقة لعلي العصمي، لم تمر شهور على نشرها، هزت مشاعر العراقيين الذين تفاعلوا معها بحزن شديد.
ونشر العصمي في 30 نوفمبر الماضي، منشورا على حسابه بموقع فيسبوك: "أهل النجف اعتنوا بأولادنا، الليلة سيحسون بالوحشة، لم يعتادوا على القبر، اعتادوا على (ساحة) الحبوبي"، في إشارة لتعاطفه مع قتلى مظاهرات الناصرية، الذي دفن عدد منهم لاحقا في النجف.
كما انتشرت صورة نشرها العصمي، بشأن خطيبته، حيث كتب في منشور: "بعد قصة حب دامت 5 أعوام، أخيرا هي لي"، في منشور قبل أشهر من اغتياله.
ويأتي اغتيال العصمي ضمن موجة الاغتيالات التي تشهدها مدن العراق، بهدف إسكات أصوات الناشطين والمواطنين عن المطالبة بمحاربة الفساد ومنعهم من التعبير عن رفض التدخل الإيراني في شؤون بلدهم.
ويشهد العراق حملة خطف وتخويف وترويع، تنفذها جهات مجهولة، وكيانات مسلحة وخارجين عن القانون، حسب ما تقول جهات دولية، فيما تحوم الشبهات حول أياد محلية، مدعومة من إيران.
ولم تنجح السلطات العراقية حتى الآن من الوفاء بتعهداتها بحماية المتظاهرين.