بعد يوم من "القوة المفرطة".. غضب يقطع الطرقات في لبنان
02:44 - 14 ديسمبر 2019قطع محتجون طرقات عدة في بيروت وجنوبها وفي البقاع شرقي لبنان وشمالي البلاد وفي جبل لبنان احتجاجا على استخدام الجيش للقوة المفرطة بحق المتظاهرين في منطقة الجية جنوبي العاصمة.
وتعرض عشرات المتظاهرين للضرب من قبل الجيش، مساء الجمعة، إثر تدافع حصل أثناء اعتصام نفذ أمام معمل الجية الحراري جنوبي بيروت احتجاجا على التلوث، الذي يتسبب به المعمل، والتقنين المستمر والحاد للتيار الكهربائي في المنطقة.
وأدى التدافع واستخدام الجيش للقوة إلى جرح أكثر من 13 متظاهر، فيما أظهرت اللقطات المصورة استخدام الجيش للقوة المفرطة بحق المتظاهرين السلميين وبينهم شابات في منطقة الجية.
وتعرض رئيس بلدية برجا للضرب إضافة لمجموعة كبيرة من المتظاهرين، حيث نقل بعضهم إلى المستشفيات.
وبعد الحادثة، عمد المئات من المتظاهرين إلى قطع طريق الجية المؤدية من بيروت إلى الجنوب اللبناني بالاتجاهين بالإطارات المشتعلة وسط حال من الغضب الشديد.
وفي منطقة المدينة الرياضية في بيروت، قطعت الطرقات بالإطارات المشتعلة، كذلك الأمر على طريق المطار الدولي، حيث قطعت أنفاق المطار بالاتجاهين.
وأفاد ناشطون بأن طرقات عدة وأساسية في البقاع شرقي البلاد قطعت بالكامل في سعدنايل وكامد اللوز وغزة وصولا إلى نقطة المصنع الحدودية ومجدل عنجر.
وفي عاليه بجبل لبنان، احتج العشرات على الطريق المؤدية إلى المناطق الداخلية والبقاع مطالبين بحكومة مستقلة بأسرع وقت ممكن.
وشهدت مناطق عدة في طرابلس وبلدات شمالي البلاد احتجاجات مماثلة وقطعا للطرقات، فيما تعمل القوى الأمنية والجيش اللبناني على فتح هذه الطرقات بعد إقفالها.
وقال ناشطون وحقوقيون إن اليوم 58 من هذه الاحتجاجات شهد استخداما غير مسبوق للقوة من جانب الجيش اللبناني، وهو أمر غير مقبول ولا يتناسب مع دور الجيش بالحفاظ على سلمية التظاهرات والتجمعات وحماية الناس.
وقطع متظاهرون صباح الجمعة طريق جل الديب شمالي بيروت بالاتجاهين، لكن الجيش اللبناني أعاد فتح الطريق بالقوة بعد تضارب واستخدام للقوة بحق المحتجين، مما أثار غضب المتظاهرين في أنحاء البلاد.
ويتضامن المتظاهرون مع بعضهم البعض في كل المناطق اللبنانية، حيث يعبرون عن اعتراضهم في وقت متزامن، ويعمد أخرون إلى مساعدة متظاهرين أخرين في مناطق أخرى على التجمع والاحتجاج ضد السلطة السياسية الحاكمة.
وتعاني البلاد من أزمة تقنين حادة في التيار الكهربائي، إضافة إلى أزمات اقتصادية مكدسة، باتت جميعها تشكل ثقلا كبيرا ومتعاظما على اللبنانيين، في حين يؤكد المتظاهرون أن الاحتجاجات ستتواصل إلى حين تحقيق الأهداف والمطالب.