المنشقون عن أردوغان.. ماذا يحدث في "العدالة والتنمية"؟
12:44 - 28 نوفمبر 2019لم يعد حزب العدالة والتنمية، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما كان وقت انطلاقته، إذ أصبح مجرد أداة يستخدمها أردوغان من أجل ترسيخ "حكم الرجل الواحد"، بحسب منشقين عن الحزب.
وهؤلاء المنشقين عن الحزب ليسوا أعضاءً عاديين، بل شخصيات بارزة في الحزب ساهمت في تأسيسه وفي وصوله إلى السلطة عام 2002.
آخر المنشقين البارزين، وهو علي باباجان، القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، قال في تصريحات صحفية قبل يومين إن تركيا دخلت في نفق مظلم، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف عام 2016.
وأوضح باباجان أن سبب دخول تركيا "النفق المظلم" يعود إلى حملات "التطهير" التي قادها أردوغان في البلاد، يقول منتقدوه إنها تقوض حكم القانون والحريات الديمقراطية.
وكان باباجان استقال من حزب العدالة والتنمية في يوليو مرجعا خطوته تلك إلى "خلافات عميقة".
وتحدث الوزير السابق، الذي يعتبر من أحد أبرز مؤسسي الحزب الحاكم عن نيته إنشاء حزب جديد، خلال ما تبقى من العام الجاري، لكي يتحدى حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا منذ 18 عاما.
قائمة المنشقين
ولم يكن باباجان الوحيد الذي استقال من الحزب في الأشهر الأخيرة، إذ ترك وانشق عدد من القادة البارزين عن الحزب، منهم أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق، الذي أعلن استقالته رسميا من الحزب في سبتمبر الماضي، وأعلن نيته تشكيل حزب جديد.
وتقول تقارير إن حزب داود أوغلو الجديد يلقى دعما من رئيس الجمهورية التركية السابق، أول رئيس لحزب العدالة والتنمية، عبد الله غل.
وتضم قائمة المنشقين أيضا: بشير أتالاي ونهاد أرقون، وسعد الله أرقين، وسلجوك أوزداغ، وأيهان سفر أوستون.
وشغل هؤلاء مناصب وزارية في الحكومة التركية وفي البرلمان، فضلا عن مواقع قيادية في حزب العدالة والتنمية.
وعلى سبيل المثال، كان أتلاي يعد أحد أقرب المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان، قبل أن يختلف معه في الرؤى السياسية ويستبعده من دائرته المقربة.
وشغل أتالاي منصب نائب أردوغان عندما كان رئيساً للوزراء، كما كان وزيرا للداخلية في الفترة ما بين عام 2007 و2011.
ويمثل انشقاق هؤلاء القادة البارزين خطرا على الرئيس التركي وحزبه"، إذ إن ذلك يهدد القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.
التداعيات على حزب أردوغان
ولا يستبعد خبراء في الشأن التركي أن تتجه البلاد نحو انتخابات مبكرة خلال عام أو عامين، قبل موعدها المحدد في 2023، خاصة مع خسارة الحزب لبلدية إسطنبول.
وشجعت الهزيمة في أكبر مدينة تركية المنتقدين داخل حزب العدالة والتنمية، بعد أن ظلوا لسنوات يلمحون إلى خطط لتشكيل حزب جديد.
ويشير محللون أتراك إلى مشكلة أخرى ستواجه أردوغان، تتمثل في صعود نجم معارض يتمتع بشعبية جارفة بين الأتراك، هو أكرم إمام أوغلو.
وفاز إمام أوغلو، وهو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، الفائز في انتخابات بلدية إسطنبول، التي قال عنها أردوغان ذات مرة إن من يفوز بها يفوز بتركيا.