المتطوعون الرحل.. سواعد الخير تمتد لجبال الأطلس
02:44 - 27 نوفمبر 2019يقال إن العطاء لم يجلب فقرا على أحد أبدا، مقولة آمن بها مجموعة من الشباب المغاربة فجادوا بحبهم، ووقتهم ومالهم من أجل الغير، شباب اختلفت تكويناتهم الدراسية وتخصصاتهم المهنية وجمعهم حب التطوع والترحال، ليقرروا تنظيم قوافل طبية وبرامج تطوعية لمساعدة سكان البوادي والمناطق النائية في المغرب، فمن يكون "المتطوعون الرحل"؟
"التطوع هو منهاج حياتي، هو ما يجعلني أصل إلى أعلى مراتب السعادة" تقول، جهاد العلوي، 23 سنة، حاصلة على الإجازة في الكيمياء، مشيرة إلى أن أنشطتها التطوعية ليست بتضحية "بل هي واجب تجاه المجتمع والوطن".
وأكدت جهاد، أحد أعضاء فريق "المتطوعون الرحل" في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية أن كل ما تجود به من وقتها ومالها هو منها ومن أجلها، إذ يكون له أثر كبير على نفسيتها وشخصيتها قبل أي شخص آخر.
وأشارت جهاد إلى أن فكرة الانضمام إلى الفريق تعود إلى سنة 2017 حيث اقترحت عليها إحدى صديقاتها المشاركة في قافلة طبية في إحدى المناطق النائية بالأطلس الكبير، ومن هناك بدأ شغفها بالأنشطة التطوعية، الأمر الذي جعلها تحس أنها تتحول إلى شخص أفضل.
من جهتها أكدت خديجة رفيق، 32 سنة، طبيبة، أن فكرة الربط بين التطوع والترحال تعود إلى أنها ومجموعة من أصدقائها من هواة السفر، وخلال رحلاتهم كانوا يلاحظون أن هناك بعض المناطق في المغرب، خاصة النائية منها، تفتقر لمجموعة من شروط العيش الكريم، فقرروا أن يكونوا جزءا من حل هذا المشكلة كل حسب تخصصه المعرفي، من أطباء، أساتذة وغيرهم.
وأكدت رفيق أن التطوع هو أسلوب حياة " لأنه بمجرد أن تمنح من وقتك ومالك تحصل بالمقابل على الكثير، فالتطوع والرضا النفسي هما وجهان لعملة واحدة، وهذا ما يجعلني سعيدة جدا بما أقوم به من أجل الآخرين".
بالمقابل شددت رفيق في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية على ضرورة خلق التوازن في حياة المتطوع، بحيث أن العطاء "لا يجب أن يكون على حساب الحياة المهنية أو الدراسية، والعكس كذلك، أي خلق توازن بينهما".
وبخصوص الأنشطة التي يقوم بها فريق المتطوعون الرحل، أكد محمد العبودي، 26 سنة، طالب، على أنهم يحاولون التركيز على المناطق التي هي في أمس الحاجة إلى يد المساعدة، من خلال تنظيم قوافل طبية متعددة التخصصات، وبرامج تعليمية تطوعية لفائدة الأطفال المقبلين على الدراسة خلال فصل الصيف وغيرها.
وأضاف العبودي في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية أن مساعدات المتطوعين الرحل تختلف حسب إمكانياتهم والمعارف التي يتوفرون في مجال معين، مضيفا: "أذكر على سبيل المثال قيامنا بالتنسيق مع بعض الفاعلين الجمعويين لتوفير الماء الصالح للشرب لأحد ساكنة دواوير أزيلال في الأطلس الكبير، إلى جانب تجهيز روض للأطفال، وتوزيع مساعدات اجتماعية خلال المناسبات وغيرها.