الصين تشن حربا على إحدى أكبر عصابات تهريب المخدرات في آسيا
03:55 - 17 نوفمبر 2019تعمل شرطة مكافحة المخدرات الصينية مع الدول الواقعة على نهر ميكونغ لضرب تجار المخدرات في عقر دارهم إذ ستستهدف السلطات في هذه المنطقة مهربي المخدرات الرئيسيين بدلا من التجار المنتشرين في الشوارع.
ووفقا لبعض الخبراء، فقد بقيت بلدان يسهل دخول حدودها لانعدام القوانين فيها مثل بورما وتايلاند ولاوس، لعقود مركزا لإنتاج الهيرويين، لكن التجارة التي تتم عبر ما يسمى "المثلث الذهبي" أصبحت تضخ راهنا كميات غير مسبوقة من المخدرات الاصطناعية في الأسواق العالمية وتبلغ قيمتها 61 مليار دولار.
وتلقى المسؤولية بجزء كبير منها عن هذا التحول الحاد إلى المخدرات الاصطناعية على عصابة ضخمة تعرف بـ "سام غور" يعتقد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنها أكبر تجمع إجرامي في آسيا بقيادة مواطن كندي من أصل صيني يدعى تسي تشي لوب.
وقال مسؤول من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الصينية إن بكين تكثف جهودها مع دول ميكونغ وهي بورما وتايلاند ولاوس وكمبوديا وفيتنام للقضاء على "سام غور" في "عملية مشتركة".
وأضاف نائب المفوض آندي تسانغ على هامش اجتماع عقد الجمعة لوضع خطة إقليمية "إنها (العصابة) واحدة من التهديدات الرئيسية".
وأوضح لوكالة فرانس برس "سنبذل قصارى جهدنا لضربها في عقر دارها".
ويتم إنتاج الميثامفيتامين إما على شكل أقراص "يابا" أو في نسخة "جليد" بلوري، والكيتامين والفنتانيل بشكل رئيسي في ولاية شان في شرق بورما لكن الكثير من المواد الكيميائية البديلة اللازمة لإنتاجها تتدفق عبر الحدود من الصين.
وقال جيريمي دوغلاس الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في جنوب شرق آسيا، إن القوات الأمنية كانت تركز منذ فترة طويلة على التجار الصغار والمستهلكين في الشوارع، وهي خطة أثبتت أنها غير مجدية عند تطبيقها في مواجهة "سام غور" التي تلجأ إلى تغيير طرق تهريبها المخدرات وتنويعها.
وأضاف أن شرطة المخدرات في الدول الست ستتبادل المعلومات الاستخباراتية لاستهداف التجار الذين يعملون عند النقاط الحدودية حيث يتفشى انتشار المخدرات والبدائل الكيميائية.
وقال دوغلاس لوكالة فرانس برس "لا يمكنك زيادة كميات الميثامفيتامين من دون زيادة المواد الكيميائية"، مضيفا أن تلك المواد تأتي أيضا من تايلاند وفيتنام والهند إضافة إلى الصين.
مخدرات في أكياس الشاي
ويعتقد أن "سام غور" تغسل مليارات الدولارات الناتجة من عائدات المخدرات من خلال الشركات المنتشرة على طول نهر ميكونغ، بما فيها الكازينوهات والفنادق والعقارات.
في العام 2018، ضبطت تايلاند أكثر من 515 مليون قرص "يابا"، أي ما يعادل 17 مرة الكمية التي كانت موجودة في منطقة ميكونغ بكاملها قبل عقد، وقد ارتفع هذا الرقم خلال العام الحالي.
وتتصدر أخبار عمليات ضبط المخدرات عناوين الصحف بشكل يومي في المنطقة، إذ دائما ما تعثر الشرطة على حبوب معبأة في أكياس من الشاي الصيني ورغم ذلك، يجد التجار طرقا أكثر إبداعا لتهريب هذه المنتجات غير المشروعة.
ويوم الخميس، داهمت شرطة مكافحة المخدرات التايلندية مستودعا في بانكوك ووجدت فيه 36 كيلوغراما من الميثامفتامين البلورية مخبأة في إطارات أجهزة المشي المعدنية التي كانت على وشك أن تشحن إلى اليابان بينما خزّن 122 كيلوغراما آخر منها في صناديق من الورق المقوى.