استمرار قطع الطرق في بغداد.. والأمن يواجه المتظاهرين بالرصاص
23:02 - 04 نوفمبر 2019يواصل آلاف العراقيين احتجاجاتهم الحاشدة ضد الحكومة، في مختلف أنحاء البلاد، فيما فتحت قوات الأمن النار على محتجين في بغداد وقتلت 5 منهم.
وأكد بيان صادر عن المتظاهرين في ساحة التحرير أن الاعتصامات والتظاهرات المليونية مستمرة حتى تحقيق مطالب المتظاهرين العادلة.
وذكر البيان أن المطالب تتمثل في إقالة حكومة "القناصين" وحل البرلمان، إضافة إلى تنظيم انتخابات مبكرة بقانون جديد ومنصف، بإشراف القضاء العراقي والأمم المتحدة، وأخيرا تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة غير تابعة للأحزاب والمحاصصة السياسية بسقف زمني محدد.
إطلاق رصاص على المحتجين
وقالت مصادرنا إن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، في شارع الرشيد وسط العاصمة العراقية، أسفرت عن مقتل 5 محتجين وإصابة آخرين.
وحصلت "سكاي نيوز عربية" على لقطات أظهرت المواجهات، التي جاءت بعد محاولة عبور جسر الأحرار، ثالث الجسور التي يسعى المتظاهرون إلى قطعها، من أصل 5 جسور في بغداد، بهدف تنفيذ العصيان المدني.
واعتبر مراسلنا أن وصول الاحتجاجات شارع الرشيد يعد تطورا نوعيا في حركة المظاهرات العراقية، حيث يعد شارعا تاريخيا مهما.
وقالت مصادر أمنية وطبية لرويترز إن أحد القتلى سقط بالرصاص الحي، فيما قتل الآخرون بسبب استخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
وذكر متحدث باسم رئيس الوزراء أن مجموعة من المحتجين عبروا الجسر وأضرموا النيران في مطعم، مما دفع قوات إنفاذ القانون إلى التعامل معهم، دون أن يحدد طبيعة هذا التعامل.
وفي أماكن أخرى في جنوب العراق، احتشد 5000 على الأقل من المحتجين في مدينة الديوانية. وقالت الشرطة ومسؤولون محليون إن معظم المكاتب الحكومية والمدارس أغلقت أبوابها.
استمرار قطع الطرق
في المقابل، أغلق محتجون في الناصرية والديوانية وبغداد الطرق ومقرات حكومية معنية بالجوازات والتعليم والمياه والصرف الصحي.
وفي هذا الصدد، كشف قائد عمليات شرطة بغداد أن المتظاهرين قطعوا 48 طريقا، اليوم الاثنين، في العاصمة.
وقالت السلطات الأمنية إنها ستبدأ في اعتقال الأشخاص الذين يغلقون الطرق ويمنعون غيرهم من العراقيين من الحصول على ما يحتاجونه بشدة من الدواء والغذاء.
هذا وما تزال العمليات في ميناء أم قصر، الميناء الرئيسي للعراق على الخليج والذي تصل عبره معظم واردات البلاد، متوقفة منذ يوم الأربعاء.
تطويق القنصلية الإيرانية لليوم الثاني
وطوق متظاهرون القنصلية الإيرانية في كربلاء لليوم الثاني على التوالي، لكنهم انسحبوا من محيطها لاحقا، بعد استجابة القوات الأمنية لشروطهم باستبدال العلم الإيراني بنظيره العراقي، وتعليق لافتات كتب عليها "إغلاق القنصلية باسم الشعب".
وكان ثلاثة محتجين لقوا حتفهم، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، عندما فتحت قوات الأمن العراقية النار على حشد من المحتجين حاولوا اقتحام القنصلية الإيرانية في كربلاء.
وتجمع المحتجون أمام القنصلية في وقت متأخر الليلة الماضية وحرقوا إطارات السيارات ورددوا "إيران بره بره وكربلاء حرة حرة".
وقال متظاهر من كربلاء "الإيرانيون والأحزاب المرتبطة بهم يؤذوننا. لن نسمح لأي إيراني بالبقاء في كربلاء. لن نسمح لأي تابع بالبقاء في كربلاء... لن يبقى أي إيراني في كربلاء أو في أنحاء العراق".
وتعد واقعة كربلاء أحدث مؤشر على الغضب من إيران، الذي ظهر خلال أكبر موجة احتجاجات في العراق منذ سقوط صدام حسين.
وقتل ما يزيد على 250 عراقيا في المظاهرات، التي انطلقت مع بداية أكتوبر، احتجاجا على حكومة يرونها فاسدة وتأتمر بأمر قوى أجنبية.