بصورة.. العراقيون يردون على ادعاءات "الفتنة" الإيرانية
21:41 - 03 نوفمبر 2019لم يتأخر رد العراقيين على ادعاءات "الفتنة"، التي حاولت جهات إيرانية ترويجها، بشأن الاحتجاجات التي تشهدها بغداد ومدن أخرى، منذ أيام.
وعبر العراقيون عن رفضهم التام لادعاءات إيران وتدخلها في شؤون بلادهم الداخلية، معززين حديثهم بصورة تؤكد "الفرق".
ونشر نشطاء على المواقع الاجتماعية صورة تظهر على يمينها مشهدا من الثورة التي شهدتها إيران عام 1979، وعلى يسارها جانبا من احتجاجات العراقيين. وقال المعلقون "وصفتم الأولى بالثورة، والثانية بالفتنة".
وتحت وسم #العراق_ينتفض، قال كحيلان الشميري على ذات الصورة: "على اليسار طهران عام 1979 وعلى اليمين بغداد عام 2019 (بناية المطعم التركي) مع ملاحظة :اللي عاليسرى سموها ثورة واللي عاليمنى يسمونها فتنة !!".
وذكر آخر، على حسابه في تويتر "لن تنجح إيران في إشعال فتنة الطائفية، لأنها في الأصل ثورة ضد إيران وحكومة العراق المرتمية في أحضان طهران".
كما أشارت عراقية إلى أن "ما يشهده العراق ليس فتنة، هذه ثورة كرامة، ثورة إيقاف سرقة العراق".
وما تزال التظاهرات مستمرة في مختلف أنحاء العراق، حيث خرج العراقيون منذ مطلع أكتوبر المنصرم، للمطالبة بتنفيذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية، لكن سرعان ما ارتفع سقف مطالبهم إلى "إسقاط النظام".
ويتهم العراقيون النظام في البلاد بالفساد والرضوخ للقوى الأجنبية مثل إيران، مما يشكل تحديا لسلطات طهران، التي تدعم عن كثب الحكومة والميليشيات المسلحة.
شيطنة الحراك
ومباشرة بعد خروج العراقيين إلى الشوارع، سارع المسؤولون في إيران وحتى الموالون لها في العراق إلى "شيطنة" الحراك وترويج ادعاءات "الفتنة" بين المتظاهرين.
وبعد يوم على اندلاع الاحتجاجات في العراق، توجه الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، جوا إلى بغداد في وقت متأخر من الليل. وقال مراقبون آنذاك إن وصول قائد فيلق القدس الإيراني السريع إلى البلاد يبرز قلق طهران بشأن التظاهرات.
من جهته، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي ما يحدث في العراق بـ"أعمال الشغب" و"الفتنة"، مشيرا إلى أن مطالب الشارع يجب أن تتم في "الأطر القانونية".
وكانت وزارة الخارجية العراقية دعت، السبت، "جميع الأطراف" إلى ضرورة الالتزام بمبدأ احترام السيادة و"عدم التدخل في الشأن الداخلي" للبلاد.
وقالت الوزارة، في بيان: "مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح، وصدور بيانات من دول أجنبية ومنظمات دولية، تؤكد الحكومة العراقية على احترام إرادة العراقيين في المطالبة بحقوقهم التي ضمنها لهم الدستور العراقي".
تهديد للنظام الإيراني
وأبرز الكاتب والصحفي العراقي، عزيز الربيعي، أن ما يحدث في العراق "يشكل تهديدا حقيقيا على إيران، على اعتبار أن الشارع العراقي بات يمقت الأحزاب الموالية لطهران، بعد 16 عاما من تردي الأوضاع في البلاد".
وأوضح الربيعي، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "كل حراك شعبي يجري في الدول، التي تلعب فيها إيران دورا رئيسا، سيتم وصفه من قبل مسؤولي طهران بأنه فتنة وأن أصحاب مصالح جهة منحرفة يقفون خلفه".
وتابع "إيران ستكون الخاسر الأكبر في حال نجحت الانتفاضة العراقية، لذلك تلجأ إلى هذه الأساليب والخطابات".
وقال الربيعي إن "العالم تعود على الخطاب الإيراني، وهو ما جعل العراقيين يطالبون الآن بتغيير النظام برمته بما يخدم مصلحة بلدهم".