سورة الفتح.. كيف يسخر أردوغان المساجد لعمليته العسكرية؟
22:14 - 11 أكتوبر 2019في تصرف غريب ومثير للجدل، استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دور العبادة لحشد التأييد الشعبي لعمليته العسكرية في شمال سوريا ضد الأكراد.
وبدأت القوات التركية، هذا الأسبوع، عملية عسكرية واسعة تستهدف المناطق الكردية شمالي سوريا، مما أثار حملة إدانة دولية واسعة، استنكارا للتوغل التركي داخل الأراضي السورية.
وبهدف منح هذه العملية "شرعية دينية"، لجأ أردوغان إلى المساجد لـ"غسل أدمغة" المواطنين، على حد وصف المراقبين.
ونشر رئيس الشؤون الدينية في تركيا، علي أرباش، تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، يدعو فيها جميع المساجد إلى قراءة "سورة الفتح" كل يوم في صلاة الصبح، وذلك طوال فترة العملية العسكرية.
وقال أرباش "سنقرأ ونصلي بسورة الفتح في صلاة الصبح بجميع مساجدنا حتى نحقق الانتصار في العملية العسكرية التي بدأتها قواتنا الأمنية ضد -المنظمات الإرهابية- في شمالي سوريا.. تقبل الله صلواتنا".
ويقصد أرباش بالمنظمات الإرهابية، الفصائل الكردية، التي تعتبرها أنقرة "إرهابية" نظرا لارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا داخل الأراضي التركية.
وبعدها، نشر القائم على الشؤون الدينية تغريدة أخرى تضم عددا من الصور داخل أحد المساجد مع عناصر الجيش التركي والمواطنين.
وقال فيها "بعد صلاة الصبح في مسجد موغلا.. قرأنا سورة الفتح ودعونا للانتصار".
شرعية دينية
وقال مراقبون إن هذه الخطوة يسعى من خلالها أردوغان إلى تبرير عمليته العسكرية ومنحها "شرعية دينية" حتى تلقى استجابة واسعة داخل البلاد.
ذلك ما أكده، الخبير في الشؤون التركية، محمد عبدالقادر، إذ قال إن استغلال الدين لخدمة الأغراض السياسية يدل على "خلفية الرئيس أردوغان".
وأضاف، في تصريحه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "أردوغان يأتي من خلفية دينية، لاسيما وأنه خريج مدرسة الأئمة والخطباء، كما أن ذلك يظهر بشكل واضح في خطاباته".
وتابع "استغلال الدين في مجالات الحياة العامة يهدف إلى ضمان وكسب تأييد القاعدة الجماهيرية.. ما قام به رئيس الشؤون الدينية في تركيا يشير إلى محاولة إضفاء القدسية الدينية على طبيعة العمليات العسكرية التي تجري حاليا في شمال سوريا".
قتوحات عثمانية
وبشأن دلالة "سورة الفتح" واستغلال دور العبادة، أبرز عبدالقادر "الأمر يصور حاليا في تركيا وكأنه عودة إلى فترة الفتوحات والمناطق المرتبطة بالدولة العثمانية.. تركيا تسعى حاليا إلى –إعادة فتح- هذه المناطق ومنحها دلالة رمزية".
ودفع الهجوم الذي تشنّه القوات التركية وفصائل سورية موالية لها لليوم الثالث في شمال شرق سوريا، نحو مئة ألف شخص إلى مغادرة منازلهم، وفق ما أفادت الأمم المتحدة، الجمعة.
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن "ما يقرب من مئة ألف شخص قد غادروا منازلهم. ورغم أنه تمّ إيواء معظمهم في المجتمعات المضيفة، إلا أنّ أعداداً متزايدة منهم ما زالوا يتوافدون على مراكز الإيواء الجماعية (...) والمدارس في الحسكة وتل تمر".
وحذّرت من تداعيات تصاعد أعمال العنف على الخدمات الأساسية، مشيرة إلى خروج محطة مياه من الخدمة، "يعتمد 400 الف شخص في مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها عليها كمصدر للمياه".
كما حذّرت منظمات دولية من كارثة إنسانية وشيكة في شمال شرق سوريا. ونبّهت 14 منظمة إغاثة دولية في بيان مشترك الخميس من أن تصاعد العنف قد يؤدي إلى تعليق تقديمها للمساعدات.