الصين تنفي "التجسس" على إيرباص
13:18 - 27 سبتمبر 2019نفت الحكومة الصينية، الجمعة، ضلوعها بأنشطة تجسس على شركات متعاقدة مع مجموعة "إيرباص" الأوروبية للصناعات الجوية، كما أفادت وكالة فرانس برس في تحقيق نشر الخميس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غنغ شوانغ: "يمكنني أن أؤكد لكم أن الصين تدافع بحزم عن أمن شبكات الإنترنت، وتعارض بشدة أي شكل من أشكال الهجمات المعلوماتية".
وكانت شركة "إيرباص" قد استُهدفت في الأشهر الأخيرة بسلسلة هجمات معلوماتية، شنت عبر المرور بشركات متعاقدة مع مجموعة الصناعات الجوية، وفق ما علمت وكالة فرانس برس من مصادر أمنية متعددة تشتبه بأن الصين تدير هذه العمليات التجسسية الصناعية.
ووفق مصادر متطابقة، استهدفت هذه الهجمات تباعا المجموعة الفرنسية المتخصصة بالاستشارات التكنولوجية "إكسبليو"، وشركة السيارات البريطانية "رولز رويس"، بالإضافة إلى شركتين فرنسيتين لم تتمكن فرانس برس من تحديدهما.
والهجمات ضد مجموعة "إيرباص"، الرائدة في مجال الصناعة وتعتبرها الوكالة الحكومية الفرنسية للأمن المعلوماتي (آنسي) بأنها "جهة ذات فاعلية حيوية"، شائعة ودوافعها وأساليبها متنوعة جدا.
لكن خلال الأشهر الـ12 الماضية، استهدفت "4 هجمات كبيرة" الشركة عبر مزوديها، بحسب ما أوضح مصدر لفرانس برس.
استهداف "الشبكة الخاصة الافتراضية"
وأوضح مصدر أنه تم اكتشاف الهجوم ضد "إكسبليو" في أواخر عام 2018، لكنه حصل قبل ذلك بوقت طويل، موضحا أن الهجوم "المعقد جدا استهدف الشبكة الخاصة الافتراضية التي تربط إكسبليو بإيرباص".
و"الشبكة الخاصة الافتراضية" عبارة عن شبكة خاصة ومشفرة، تسمح لكيانات متعددة بالتواصل بطريقة آمنة. والنجاح في اختراق هذه الشبكة يفتح الباب نظريا لاختراق كل الأطراف المرتبطة بها.
وتمت الهجمات الأخرى وفق نمط محدد: هجوم على مزود، ثم الوصول إلى شركة إيرباص عبره، باستغلال روابطه مع نظام إيرباص.
وكانت إيرباص قد أعلنت أواخر يناير الماضي عن سرقة معلوماتية للبيانات الشخصية لمتعاونين معها، عبر قسمها الخاص بالطيران المدني.
وبحسب المصادر، فإن أولى الاختراقات رصدت في الفرع البريطاني لشركة إكسبليو وفي شركة رولز رويس، مما سمح لاحقا بكشف هجمات أخرى على الفرع الفرنسي وعلى إيرباص.
ماذا يريد القراصنة من إيرباص؟
بحسب مصادر متطابقة، استهدف المهاجمون خصوصا وثائق مصادقة تقنية، وهو الإجراء الرسمي الذي يثبت بأن جميع عناصر الطائرة متلائمة مع معايير السلامة.
وكانت مجلة "تشالنجز" قد كشفت في فبراير أن الهجوم الذي اعترفت به إيرباص (في فبراير أيضا) كان يستهدف هذا النوع من الوثائق.
ووفق 3 مصادر تحدثت إليها فرانس برس، فإن بعض المعلومات التي تعرضت للسرقة تتعلق أيضا بتجهيز محركات طائرة النقل العسكرية "إيه 200 إم"، التي تتمتع بمحرك مروحة توربينية من بين الأقوى في العالم.
وأكد أحد المصادر أن القراصنة أبدوا اهتماما أيضا بمحرك الطائرة "إيه 350"، وكذلك بمعلومات متعلقة بإلكترونيات الطيران، أي مجموعة الأنظمة الإلكترونية التي تساعد في قيادة الطائرة.