اكتشاف هولندي: "العصر الذهبي" ليس ذهبيا
08:59 - 14 سبتمبر 2019لم يكن كل ما يلمع ذهبا في القرن السابع عشر في هولندا الحالية التي كانت تمتلك قوة تجارية وعسكرية وفنية عظمى، وذاك ما دفع متحفا هولنديا شهيرا للتوقف عن تسميته بـ"العصر الذهبي".
أمين متحف أمستردام، توم فان دير مولن، قال في بيان صدر هذا الأسبوع، إن مصطلح العصر الذهبي، يرتبط بقوة بالفخر الوطني وليس الازدهار والسلام، لكنه "يغفل العديد من الجوانب السلبية للقرن السابع عشر كالفقر والحرب والعمل القسري والاتجار في البشر."
وأثار القرار بعض ردود الفعل الغاضبة، منها وصف رئيس الوزراء مارك روته، الذي درس التاريخ الهولندي في الجامعة، للقرار بأنه "هراء".
وقال وزير التعليم آري سلوب للصحفيين في لاهاي الجمعة " لقد سئمت إلى حد ما من المناقشات حول مصطلح واحد".
وفي تغريدة، وصف النائب الشعبوي تييري بوديت الخطوة بأنها "غسيل مخ كامل".
وكان ذلك القرن شاهدا على توافد التجار من أرجاء العالم على ما كانت تعرف آنذاك بالجمهورية الهولندية- جمهورية البلدان السبعة المنخفضة- مما أدى إلى ثراء مدن مثل أمستردام ولايدن بشكل غير مسبوق.
رسامون بقامة رامبرانت فان راين ويوهانس فيرمير أنتجا تحفا لا نظير لها، وأصبحت البلاد معقلا للإبداع والفكر الحر والتسامح الديني.
غير أن نشطاء هولندا في السنوات الاخيرة شرعوا في السعي للإقرار بذلك الجانب المظلم من الرخاء الهولندي في القرن السابع عشر، بخاصة مشاركة البلاد في تجارة العبيد.
وقال المتحف إن وقف استخدام مصطلح "العصر الذهبي" لا تعدو أن تكون خطوة واحدة في عملية تهدف لجعل المتحف أكثر شمولا وإتاحة مساحة لـ "مواطنين وحكايات لم يسمعوا بعد بشكل كاف."
المتحف قرر تغيير معرضه الدائم في فرعه في متحف إرميتاج، من "أبناء هولندا في العصر الذهبي" إلى "مجموعة لوحات من القرن السابع عشر".
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أقر روته بأنه "كانت هناك بالطبع، أشياء قد تعتبرها ليست جيدة في العصر الذهبي، لكنني أعتقد أنه اسم عظيم"، مضيفا "فلنستثمر طاقتنا في خلق عصر ذهبي جديد."