آن لـ"إمبراطور علي بابا" أن يترجّل!
04:53 - 11 سبتمبر 2019يطوي جاك ما صفحة من مسيرته على رأس مجموعة "علي بابا" التي أسسها سنة 1999، محدثا ثورة في مجال التجارة الإلكترونية في الصين وتغييرا جذريا في اقتصاد البلد.
وسينقل المدرّس السابق للغة الإنجليزية الذي يحتفل الثلاثاء أيضا بعيد ميلاده الخامس والخمسين دفّة القيادة إلى طاقم من المدراء المرموقين، من بينهم دانييل جانغ، ثاني كبار المسؤولين في المجموعة الذي يحرص على البقاء بعيدا عن الأضواء.
ولا يصادف رحيله يوم عيد ميلاده فحسب بل أيضا يوم عيد المعلّم في الصين. كما تحتفل "علي بابا" مساء الثلاثاء بالذكرى العشرين لتأسيسها. ولم تقدّم المجموعة معلومات كثيرة بشأن مشاركة جاك ما في الفعاليات وعن مجريات عملية التسلّم والتسليم.
وكان جاك ما الذي يعدّ من أثرى أثرياء الصين مع ثروة تقدّر بحوالى 41 مليارا قد أعرب عن رغبته في التنحّي من منصبه للتفرّغ لمشاريع خيرية في مجالات متعدّدة، من بينها التعليم.
ويشكّل رحيله بداية حقبة جديدة للشركة التي عرفت كيف تستفيد من التطوّر الشديد للإنترنت في الصين، معوّلة على ازدياد الاستهلاك المحلي لتحتلّ صدارة الشركات العاملة في مجال التجارة الإلكترونية.
وتميّز رجل الأعمال الذي أقرّ بنفسه بأنه يشبه بعض الشيء المخلوق الفضائي الخيالي "إي. تي"، بأطواره الغريبة. وفي العام 2017، تنكّر على شكل مايكل جاكسون لتأدية رقصة لملك البوب خلال احتفال، بعيدا عن صورة مدراء الشركات في الصين بوجوههم المغلقة.
وقال دانكن كلارك صاحب كتاب "علي بابا: ذي هاوس ذات جاك ما بيلت" ("علي بابا: البيت الذي بناه جاك ما") إن "خبرته كمدرّس لغة إنجليزية مصحوبة بالكاريزما التي يتمتّع بها وحسّه الفكاهي، جعلت منه الوجه الأبرز للمقاولين الصينيين في الخارج".
كان جاك ما مقاولا يفتقر إلى المال وهو اكتشف الإنترنت خلال سفرة إلى الولايات المتحدة في التسعينات. وبعد مشاريع عدة في الصين لقيت نجاحا محدودا، أقنع مجموعة من الأصدقاء بإقراضه 60 ألف دولار لإطلاق شركة على الإنترنت. وانطلقت مغامرة "علي بابا" سنة 1999.
وباتت اليوم قيمة هذه الشركة المدرجة أسهمها في البورصة الأميركية تقدّر بحوالى 462 مليار دولار وهي تعتبر من أكبر الشركات في العالم، بحسب وكالة "بلومبرغ".
ولم يدل جاك ما الذي من المفترض أن يضطلع بدور استشاري في المجموعة التي أسسها بتصريحات كثيرة بشأن المرحلة الانتقالية، مكتفيا بالقول إنه سيسلّم زمام الإدارة إلى دانييل جانغ المدير العام لـ "علي بابا" منذ 2015.
لكنه أعرب العام الماضي عن ثقته باستمرار المجموعة في الازدهار، قائلا "ما يمكنني أن أؤكده لكم هو أن علي بابا لم تكن يوما متمحورة على جاك ما".
وبعيدا عن أسلوب جاك ما، يحرص دانييل جانغ البالغ من العمر 47 عاما والمعروف بدقّته في العمل وبمهاراته في مجال التدقيق، على الحدّ من إطلالاته العلنية.
ويعزى الفضل له في النجاح الكبير الذي شهدته "علي بابا" وتقول عنه وسائل الإعلام الصينية إنه حوّل "جرّار" جاك ما الثقيل إلى "بوينغ 747" قوّية في مجال التجارة الإلكترونية، بفضل استراتيجية طموحة طبّقت بحذافيرها.
وقال جانغ العام الماضي "لا بدّ من التحلّي باليقظة في كل دقيقة، يجدر بكم أن تبقوا أعينكم مفتوحين حتى وقت نومكم".