بين التوبة والعفو.. تساؤلات بشان مراجعات شباب الإخوان في مصر
00:34 - 06 سبتمبر 2019أثارت رسائل منسوبة لشباب تنظيم الإخوان الإرهابي، المحبوسين على ذمة قضايا في السجون المصرية، جدلا وتساؤلات بشأن جدية ما تضمنته، واستعداد الدولة للتعامل مع هذه الدعوة.
وطالب الشباب في الرسائل المنسوبة إليهم، شيخ الأزهر بالتدخل والوساطة لدى الدولة، لفتح صفحة جديدة وإنشاء مؤسسة لاحتوائهم ومراجعة أفكارهم المغلوطة.
وناشدوا في رسائلهم عددا من الإعلاميين والصحفيين والكتاب السياسيين، للتدخل لحل الأزمة الحالية بين التنظيم ومؤسسات الدولة، والعفو عن الشباب، متعهدين بتقديم كافة الضمانات التي تثبت جديتهم.
وتأتي هذه الرسائل بعد رسالة أعلن عنها قبل عدة أسابيع، للمطالبة بالعفو عن شباب الإخوان، لكن قيادات التنظيم تنصلت من هذه الدعوة.
احتمالات النجاح ضئيلة
ويقول عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب خالد عكاشة لـ"سكاي نيوز عربية"، إن هذه الرسائل وما تضمنته من نقاط ليست مرشحة للنجاح، لأنها شكل من أشكال الضغط الإعلامي بعد تفكك قيادات تنظيم الإخوان وخروجهم من مصر، وحدوث انشقاقات حتى بين القيادات الموجودة في لندن وقطر وتركيا، وهو ما جعل هؤلاء المقبوض عليهم في مأزق، كما أن التخلي عنهم جعل الخيارات أمامهم محدودة، في الوقت الذي تتعامل معهم الدولة بشكل قانوني، ويخضعون لمحاكمات في القضايا المتهمين فيها".
وأضاف عكاشة أن "هؤلاء الشباب يبحثون عن أي مخرج لهذا الأفق المسدود".
وأكد أن اللجوء لشيخ الأزهر للوساطة واستدعاءه لهذا الطرح، الهدف منه "الترويج لهذه الرسائل، كما أن اختيارهم لشخصيات إعلامية وسياسية قد يخدم مبادرتهم على حد اعتقادهم بالحديث عنها وإثارتها إعلاميا".
وأشار عكاشة إلى أن "الغالبية العظمى من هذه الأسماء لن تقبل بالدخول في وساطات بين أعضاء هذه التنظيم والدولة، التي ترفض هي الأخرى المصالحة ولن تتجاوب مع أي وساطة".
مبادرة ليست أولى
وشدد عكاشة على أن "ما تم طرحه هذه المرة لا يختلف كثيرا عما تم الإعلان عهنه قبل عدة أسابيع، لكن في المرة السابقة كانت الرسائل خالية من الأسماء وتنصلت منها قيادات التنظيم".
لكن الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية منير أديب، يرى أن "الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية قد تقبل بهذه المبادرات وقت إدراكها صدق النوايا لدى هؤلاء الشباب".
وتابع أديب في تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية": "هذه الوساطات ستنجح إذا شعرت الدولة أنه لا نية لهؤلاء الشباب للاستمرار في تنظيم الإخوان أو استخدام العنف، شريطة ألا يكونوا قد تورطوا في إسالة الدماء".
ولفت إلى أن "هذه ليست الدعوة الأولى لشباب التنظيمات الإرهابية في مصر، فقد كانت هناك دعوة في تسعينيات القرن الماضي من شباب الجماعة الإسلامية، وفي النهاية نجحت واحتضنت الدولة هؤلاء الشباب ودمجتهم في المجتمع".