بين الأقصى والقيامة.. أصل التسامح من قلب القدس
12:48 - 12 أغسطس 2019القدس القديمة.. مساحة صغيرة خرجت منها رسالة السلام إلى العالم أجمع، وفيها أيضا قصص خلدها التاريخ وحكايات تسامح الأديان البازغة، كل ذلك وسط جمال معماري يخلب الألباب.
لا تزيد مساحة البلدة القديمة في القدس عن كيلومتر مربع، وهي محاطة بسور ضخم بناه السلطان العثماني سليمان القانوني على أنقاض السور الروماني القديم.
أينما اتجهت عيناك تلمحا تاريخا أصر أن يحفر آثاره في المدينة المقدسة، المزار الساحر الذي تقف أمامه حائرا من أين تبدأ، وكلما طرفت عيناك داخل السور تظل قبة الصخرة مهيمنة على المشهد،، وعلى الحي الإسلامي، أكبر أحياء البلدة القديمة في القدس، وأكثرها اكتظاظا.
تبلغ مساحة المسجد الأقصى سدس مساحة البلدة القديمة في القدس، ويشمل المسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي والمصلى المرواني ومعالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم.
ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا، وتعد الصخرة المشرفة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه.
وللمسجد الأقصى اليوم، 10 أبواب مفتوحة من داخل السور، إضافة إلى أبواب أغلقت عبر الزمن، جمال لا تكتفي العين منه، لتقف أمامه راجيا ألا تودع هذا المكان.
وفي نقطة تتسامى فيها الأديان بمجاورة بعضها.. فمن خلال قبة رمادية تطل كنيسة القيامة، وتسمى أيضا بكنيسة القبر المقدس، وأول من بناها الملكة هيلانا، واستمر بناؤها لنحو 10 سنوات، وأصبحت تمثل وجهة الحج المسيحي حتى الآن.
وفيها زخارف ونقوش ساحرة تخطف قلبك لتشعر بعظمة المكان، ولأقفال أبواب الكنيسة قصة خاصة، فقد اؤتمنت عائلة مسلمة على حمل مفاتيح القيامة.
واستمرار للعهدة العمرية تبزغ قصص التسامح وكأنما الأديان تتصل رباطا لحماية مقدسات المدينة، فلا عجب أن ترى مسيحيا يصل بالقرب من مسلم، في بقعة أرسلت سلاما للعالم أجمع.