العبودية في أفريقيا.. قصص تكشف فظاعات "التجارة المحرمة"
17:53 - 08 أغسطس 2019أعادت قصة الفتاة النيجيرية بليسنغ، للأذهان ملف العبودية في القارة السمراء، حيث كانت في السادسة من عمرها عندما رتبت والدتها لانتقالها للعمل خادمة لدى أسرة في مدينة أبوجا دون مقابل، على وعد بأن تلحقها هذه العائلة بالمدرسة، إلا أن النهاية كانت غير ذلك.
وفي بلدتها الواقعة جنوب غرب نيجيريا كانت الأم تكسب من المال ما يكفي لإطعام أطفالها الثلاثة، غير أنه عندما وصلت بليسنغ إلى أبوجا أجبرتها الأسرة التي تقيم عندها على العمل طوال اليوم، بدلا من الذهاب إلى المدرسة، وكانت تتعرض بالضرب بسلك كهربائي إذا ما نسيت إحدى المهام المطلوبة منها، وكان طعامها عبارة عن بقايا الأغذية العفنة.
وعندما انتقلت والدتها فيما بعد إلى المدينة لتكون أقرب إلى ابنتها، كانت بليسنغ تعجز عن الانفراد بها حين تأتي لزيارتها.
وتقول بليسنغ عن الأسرة التي انتقلت للعيش معها: "كانوا يقولون لي إن أمي قادمة وإن عليّ ألا أحكي لها عما يحدث لي وألا أقول حتى أي شيء آخر".
ونقلت "رويترز "عن الفتاة النيجيرية قولها "كانوا يقولون إذا سألتني عن حالي أنه ينبغي أن أقول إني على ما يرام".
في الوقت الذي يحيي فيه العالم ذكرى مرور 400 سنة على وصول أول العبيد الأفارقة إلى أميركا الشمالية وفقا للسجلات، لا تزال العبودية بلاء في العصر الحديث.
ووفق الأمم المتحدة فإن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 40 مليون إنسان مرغمون على العمل بالسخرة أو على الزواج القسري، أو أشكال أخرى من الاستغلال الجنسي.
وبليسنغ التي أصبحت الآن في الحادية عشرة من عمرها من هؤلاء الضحايا، وفي 2016 أنقذتها مؤسسة القضاء على الإتجار بالنساء وتشغيل الأطفال، بعد عامين من العزلة والاستغلال.
وتوجد في أفريقيا أعلى نسبة لانتشار العبودية إذ يقول تقرير أعدته مؤسسة "ووك فري" الحقوقية ومكتب العمل الدولي في 2017، إنه يوجد أكثر من سبعة ضحايا "عبودية" بين كل ألف نسمة.
ويعرّف التقرير العبودية بأنها "أوضاع استغلال لا يمكن للفرد رفضها، أو الفكاك منها بسبب التهديدات أو العنف أو القهر أو الخداع أو استغلال السلطة".
ومن أوسع أشكال العبودية انتشارا في العصر الحديث الإتجار بالبشر من أجل الاستغلال الجنسي حيث يتعرض كثيرون للخداع، ويظنون أنهم سيحصلون على عمل آخر.
وتكشف التجارب التي عاشتها كلوديا أوزادولور كيف يزيد الفقر من فرص تعرض النساء للاستغلال.
فبعد أن تدهورت أحوال أسرة أوزادولور في مدينة بنين بجنوب نيجيريا، انصرفت عن دراستها الجامعية وتوجهت إلى روسيا بعد أن حكت لها ابنة عمها عن شخص قد يساعدها في الحصول على عمل هناك.
وسافرت من نيجيريا مع ثلاث بنات أخريات لم تكن تعرفهن في يونيو 2012، حيث استقبلتها سيدة في المطار لدى وصولها إلى روسيا.
وتذكر أوزادولور التي أصبحت الآن في الثامنة والعشرين من العمر، أنها أرغمت على العمل في "الدعارة"، وعانت إصابات داخلية بعد إجبارها على معاشرة ما يصل إلى 20 رجلا في اليوم.
وظلت في هذا الوضع ثلاث سنوات وكانت تلك السيدة تأتي كل أسبوعين لأخذ كل أموالها تقريبا.
وتسيل الدموع على خديها وهي تروي محنتها وانعتاقها بالهروب بفضل لقاء عابر مع مندوب لمنظمة الهجرة الدولية في محطة لقطارات الأنفاق.
وتمكنت أوزادولور من العودة للحياة الطبيعية في المجتمع إذ تدربت على الحياكة في بنين بدعم من جمعية خيرية نيجيرية.