بين "اللقاء" و"المكالمة".. 18 مايو يكشف "قطر الحقيقية"
13:19 - 23 يوليو 2019في يوم واحد فقط، يظهر دور النظام القطري ذي الوجهين في الصومال الغارقة في الحروب والفوضى، وجه رسمي يؤكد دعم البلاد، وآخر يتآمر عليه عبر التورط في تفجيرات إرهابية.
فعلى الصعيد الرسمي، يظهر موقع السفارة القطرية في مقديشو "دعم الدوحة" للحكومة الصومالية الرسمية.
ويقول نص البيان المنشور على الموقع بعنوان "رئيس الوزراء الصومالي يستقبل سفير دولة قطر" إن رئيس الوزراء الصومالي، حسن خيري، استقبل السفير القطري حسن بن حمزة هاشم.
وأضاف البيان أن الطرفين "بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
ولا تبدو أن هناك مشكلة، لكن إذا نظرنا إلى تاريخ اللقاء، فإنه يفضح قطر وسياساتها ذات الوجهين، فاللقاء تم يوم 18 مايو الماضي.
وفي اليوم ذاته، يرصد تسجيل صوتي عبارة عن مكالمة هاتفية للسفير مع رجل الأعمال القطري، كايد المهندي، تضمنت كلاما لا يقبل التأويل، بشأن دور الدوحة في تفجيرات إرهابية.
ويقول المهندي إن مسلحين نفذوا تفجيرات في ميناء بوصاصو لتعزيز مصالح قطر، وذلك بحسب التسجيل الذي حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز".
ونوهت الصحيفة إلى أن السفير القطري لم ينف التسجيل الصوتي، ولم يعرب عن استيائه لتنفيذ تلك التفجيرات لصالح بلده، وكذلك لم يبد أي امتعاض من إشراف قطريين عليها.
ولدى الاتصال به لم ينف المهندي المكالمة الهاتفية، وقال إنه كان يتحدث مع السفير القطري كمواطنين وليس كمسؤولين رسميين.
ومما يؤكد سياسة "الوجهين" القطرية، تصريح مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، أنه من غير المفاجئ أن تلعب قطر دورا مزدوجا يظهر مساندة الحكومة، ويدعم الجماعات الإرهابية.
وكانت تقارير أمنية أميركية أكدت في قت سابق أن قطر ضالعة في تمويل حركة الشباب الإرهابية في الصومال.
ولعب ممولون معروفون للإرهاب، يعيشون في قطر بحرية، دورا محوريا في تمويل الحركة، المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، بشكل مباشر وغير مباشر.
وعلى رأس هؤلاء القطري عبد الرحمن بن عمير النعيمي، الذي تربطه حسب تقرير لوزارة الخزانة الأميركية علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب حسن عويس.
وتقول محللة سابقة لقضايا مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، إن قطر قد تكون استعانت بمتطرفين محليين لشن بعض الهجمات في الصومال، لتعطيل مصالح خصوم الدوحة.
وأظهرت تسجيل نيويورك تايمز إلى أي مدى تمضي الدوحة في تكريس نفسها لخدمة أجندتها الداعمة للإرهاب ونشر الفوضى في المنطقة، تارة تحت غطاء دبلوماسي، وتارة باستخدام أذرعها وعملائها في التنظيمات الإرهابية المنتشرة، وعلى رأسها تنظيمي الإخوان والقاعدة الإرهابيين والجماعات التابعة للتنظيمين، ومنها حركة الشباب الصومالية التي تنفذ بها قطر سياساتها التخريبية في القرن الأفريقي.