شهادات حية تفضح الفيلم القطري "المفبرك" بشأن البحرين
16:22 - 18 يوليو 2019كشف تلفزيون البحرين في تقرير موثق بالشهادات الحية بأصوات أصحابها عن أكاذيب ومعلومات مغلوطة، احتواها برنامج تلفزيوني على قناة قطرية عرض فيلما وثائقيا "مفبركا" ادعى أن أجهزة الأمن البحرينية طلبت من إرهابيين تنفيذ عمليات اغتيال.
وفي البرنامج الذي بثته القناة القطرية المثيرة للجدل، والمدعم بمؤثرات سينمائية ومشاهد تمثيلية في الشارع، جرى عرض مقطع مسجل لأفراد مجموعة إرهابية ادعوا أنهم تلقوا أوامر من الأمن بتنفيذ اغتيالات.
وتواصل التلفزيون البحريني مع الأفراد الذين ظهروا في هذه التسجيلات، وهما محمد صالح علي وهشام هلال البلوشي، ليقرا أن هذه التسجيلات تعود للعام 2011، من أجل "التوظيف الإعلامي لاستخدامها كورقة ضغط" على الأجهزة الأمنية بعد قضائهما عقوبة السجن.
وكانت هذه المجموعة قد جرى محاكمتها بتهمة حيازة الأسلحة، والتخطيط لعمليات إرهابية، وحكم عليها بالسجن عام 2004.
وفي هذا الإطار، أكد علي في معرض شهادته أنه لم يتواصل مع القناة القطرية أو يصرح لها ، وحتى المادة التي سجلت أصلاً لم يكن القصد منها أن تصل لهذه القناة، وليس له أي علاقة بها.
ورقة ضغط
وأوضح انه بالنسبة لمكان التسجيل، فقد تم في البحرين عام 2011 ، وتحديداً في مدينة حمد، في منزل الأخوين هشام البلوشي وجمال البلوشي، بحضورهم جميعا بالإضافة إلى عنصرين آخرين هما محيي الدين خان وبسام العلي.
وقد جرى الاتفاق على موضوع تسجيل هذه المادة لتشكل ورقة ضغط على الجهات الأمنية، حتى لا يتعرضوا مرة ثانية لمحاولات اعتقال.
وقال "هذا التسجيل تم بعد القبض علينا ومحاكمتنا في 2004 ، وكان ذلك سبب تسجيل الفيديو ، وليست هناك أي أسباب أخرى من التي ذكرتها (القناة القطرية)، والتي أقحمت التسجيل ووظفته لتحقيق أهداف أخرى".
وردا على موضوع تكليفه لتنفيذ اغتيالات أو جلب أسلحة من المملكة العربية السعودية، قال "الموضوع عار عن الصحة، وسبب ذكر هذا التكليف أو جلب الأسلحة هو إضفاء قوة إعلامية على الموضوع وتشكيل حجم ووزن له، أما بشأن أسماء الضباط التي تم ذكرها في التسجيل فيعود لمعرفتي السابقة بهم من خلال التحقيقات التي تمت معي".
بمقابل مالي
وأوضح صالح أنه سجل الفيلم على "أقراص مدمجة "، وكان يملك نسخة منها، وكذلك محيي الدين خان، وبسام العلي ، وتفاجأ قبل أيام، بعرض وتسريب الموضوع إلى قطر، مؤكدا أن تسريبه إلى قطر مقابل مبلغ مالي.
من جهته؛ أكد جمال البلوشي أن المقاطع التي نشرتها القناة القطرية، لشقيقه هشام ومحمد صالح، قد تم التلاعب بها وعرضها بشكل متقطع، سعياً للوصول إلى أهداف خاصة وتشويه سمعة مملكة البحرين.
وأضاف أن الفيديو الذي عرضته القناة، وتحدث فيه محمد صالح وهشام البلوشي عن الأجهزة الأمنية، تم تسجيله في منزل العائلة، وأنه شخصياً كان حاضراً إضافة إلى محي الدين خان وبسام العلي.
تشوية صورة الأمن
وأشار البلوشي إلى أن المجتمعين اتفقوا مسبقاً على أن يقوموا بفبركة التسجيلات، ليكون لها وزن إعلامي كبير، بهدف الضغط على الحكومة البحرينية والأجهزة الأمنية عبر المنظمات الحقوقية الدولية.
وأضاف البلوشي "فور انتهاء التسجيل ، سألت شقيقي هشام عن سبب تسجيل الفيديو ، ومحاولة تشويه صورة الأجهزة الأمنية ، وادعاءات محمد صالح بأنه قد كلف بالقيام بعمليات اغتيال من قبل الأجهزة الأمنية البحرينية ، وهي أمور غير حقيقية ، وكانت إجابته أنه بالفعل هذه الأمور غير حقيقية وغير صحيحة ".
وأوضح أن علاقة شقيقه هشام بالأجهزة الأمنية كانت جيدة، حيث أنهم لم يترددوا في مساعدته، وتقديم النصيحة له ، مضيفاً "أنا شخصياً وخلال لقاءاتي مع بعض الأفراد من الأجهزة الأمنية طلبوا مني تقديم النصح لشقيقي ، فأجبتهم أنني دائم النصح له ، كذلك الوالدة والأهل ، ولكن الفكر الجهادي كان مترسخا في ذهنه".
شهادة من أحد الحاضرين
من جهته ، أكد بسام العلي أنه على علم بالتصوير الذي تم بمنزل البلوشي وحضره شخصيا ، حيث جرى تسجيل محمد صالح وهشام البلوشي في أقوال معينة ذكراها بالفيلم "هذه شهادة مني بذلك كوني حضرت هذا المجلس".
وقال: "لم يعجبني هذا الأمر في وقته واجتهدت على أن يتم مسح هذا الفيلم، ولكنني لم أنجح، فأخذت منهما وعدا بعدم النشر تحت أي ظرف من الظروف وألا يستخدم الفيلم لأي غرض كان".
"خال الأمير تميم"
وأورد التقرير الذي بثه تلفزيون البحرين، تسجيلات صوتية، تكشف تواصل المسؤولين القطريين مع المدعو محي الدين محمود خان، أحد أعضاء هذه المجموعة والهارب في تركيا ، وذلك بهدف الترتيب للحصول على اللجوء السياسي وكذلك التواصل مع القناة القطرية.
وأوضح خان أن أشخاصا من قطر تواصلوا معه وعرضوا عليه اللجوء السياسي، ومخاطبة الحكومة القطرية لترتيب انتقاله إلى الدوحة، حال مضايقته في تركيا، وأكدوا له بإمكانية تقديم طلب اللجوء في السفارة القطرية بأنقرة وإمكانية مقابلة "خال الأمير تميم "، مشيرا إلى أن القناة القطرية تحاول التواصل معه إلى الآن.