الزولو الأبيض.. رحيل صوت التصدي للفصل العنصري بجنوب أفريقيا
13:59 - 17 يوليو 2019توفي المغني الجنوب أفريقي جوني كليغ، الذي كان من أشد معارضي نظام الفصل العنصري في بلده، حيث عمل على مزج إيقاعات من ثقافة قبائل الزولو مع موسيقى البوب الغربية.
وقال وكيل أعماله رودي كوين، في تصريحات لقناة عامة، إن "جوني توفي (الثلاثاء) محاطا بأفراد عائلته في جوهانسبورغ بعد صراع مع السرطان، دام أربع سنوات ونصف السنة".
وأضاف في بيان أن كليغ "أدى دورا بارزا في جنوب أفريقيا من خلال التعريف بالثقافات المختلفة وتقريب الناس. وأثبت لنا أنه من الممكن للمرء أن ينصهر في بوتقة الثقافات الأخرى من دون أن يفقد هويته".
وأضاف: "بأسلوبه الموسيقي الفريد، ذلل العقبات الثقافية".
وكان كليغ يلقب بـ"الزولو الأبيض" بعدما استلهم أعماله من ثقافة الزولو لتأليف موسيقى ثورية تتمازج فيها الإيقاعات الإفريقية مع أنغام الغيتار والأكرديون وآلات المفاتيح.
واشتهر الفنان، الذي بيعت أكثر من 5 ملايين نسخة من ألبوماته، بأغنيات مثل "سكاتيرلينغز أوف أفريكا" و"أسيمبونانغا" (ومعناها لم نره بلغة الزولو).
وكانت تلك الأغنية الموجهة إلى نلسون مانديلا بطل كفاح الفصل العنصري، محظورة لفترة من الفترات في جنوب أفريقيا، قبل أن تصبح رمزا من رموز البلاد التي تلقب بـ"بلاد قوس قزح"، بعد سقوط النظام سنة 1994.
وكان جوني كليغ "رأس الحربة" في كفاح الفصل العنصري، حسبما قال وزير الثقافة ناتي متيتوا عبر "تويتر"، حيث غرد الأخير، قائلا: "عملاق كبير يفارقنا، جوني كليغ المغني والمؤلف وعالم الإناسة".
وأشار إلى أن موسيقاه "ساهمت في توطيد أواصر النسيج الاجتماعي"، في بلد يسوده الانقسام.
ولفت حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يمسك بزمام السلطة، إلى أن جوني كليغ "لجأ إلى الموسيقى لتوحيد أشخاص مختلفي الأعراق. وشكل مصدر إلهام للتغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي في البلد. وفاته خسارة كبيرة لشعب جنوب أفريقيا".