بعد إيران.. قطر تتخلى عن تركيا وتتبنى "صداقة المصالح"
15:23 - 30 يونيو 2019ما يزال منطق قطر في التعامل مع الدول التي تصنفها كـ"صديقة" ينفضح يوما بعد يوم، فبعد توجيهها طعنة في ظهر إيران، ها هي تفشل مرة أخرى في الوفاء بوعودها تجاه تركيا "الحليفة".
وأشار تقرير نشره موقع "المونيتور" إلى أن قطر تعهدت باستثمار 15 مليار دولار في تركيا، بعد انهيار عملة الليرة التركية العام الماضي، إلا أن النظام القطري "فشل في الوفاء بوعوده"، مضيفا أن "المستثمرين القطريين بدؤوا في الانسحاب من تركيا في خضم الاضطراب الاقتصادي المستمر".
ولفت التقرير إلى أن الاستثمارات القطرية انخفضت بنحو 4.6 مليارات دولار بسوق إسطنبول للأوراق المالية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، إذ أن إجمالي المحافظ الاستثمارية القطرية بلغ نحو 1.8 مليار دولار في مايو المنصرم، بانخفاض أكثر من 30 في المئة مقارنة مع ديسمبر (2.5 مليار دولار).
ومن حيث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا، ساهم القطريون بمبلغ 35 مليون دولار في إجمالي 3.2 مليار دولار، خلال الأشهرة الأربعة الأولى من 2019.
في المقابل، بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة القطرية خلال الفترة نفسها من العام الماضي، 73 مليون دولار، وهو ما يدل على التراجع الواضح في الاستثمارات القطرية في الأشهر الماضية.
وبحسب محللين فإن هذه الأرقام تجعل "الصداقة المفترضة بين تركيا وقطر محل شك"، بالرغم من أن المسؤولين القطريين يصرون على أنهم "أوفوا بتعهداتهم".
وتعليقا على التقرير، ذكر الخبير الاقتصادي التركي، أوغور جورس، أن التعهدات القطرية كانت ستكون بمثابة رسالة "دعم وتضامن من الدوحة مع تركيا، التي كانت تعاني آنذاك"، مضيفا "لكن في نهاية المطاف، ذهبت كل تلك الوعود أدراج الرياح".
تمركز يفضح الأكذوبة
وانكشف منطق قطر في التعامل مع الدول الصديقة، حيث تعلن "صداقتهم" من جهة، لكنها لا تتوانى عن "استهدافهم"، حين تقتضي مصالحها ذلك، بعدما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى إرسال ونشر نحو 12 مقاتلة من طراز "إف 22" إلى قطر، وذلك ضمن الحشد العسكري الأميركي، للتصدي لأي تهديدات إيرانية.
وسبق السرب الجديد من طائرات "إف 22"، أفواج أخرى من عمليات الانتشار والتعزيز العسكري الأميركي.
ووفقا لموقع القيادة الوسطى، فقد تم نشر هذه الطائرات في قاعدة العديد الجوية في قطر، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر هذا الطراز من الطائرت الأميركية في قاعدة العديد.
وتعد قاعدة العديد مقر القيادة الأميركية الوسطى في المنطقة، وتستضيف أكثر من 10 آلاف جندي أميركي.
ويقول مراقبون إن هذه التعزيزات الأميركية تكشف تناقض قطر المعتاد، على اعتبار أنها تعرف جيدا أن هذه القوات ستكون رأس الحربة في أي هجوم أميركي محتمل ضد "الصديقة" إيران.