الإرهاب يضرب "قلب فرنسا" المثير للجدل في تونس
16:23 - 27 يونيو 2019استهدف تفجيران إرهابيان قلب تونس العاصمة، الخميس، بعد أشهر من الهدوء الذي أعقب سلسلة تفجيرات دامية في البلاد.
وذكرت مصادر أن التفجير الانتحاري الأول استهدف سيارة شرطة في شارع شارل ديغول، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن الحادث وقع على بعد 100 متر من السفارة الفرنسية.
ويعد نهج (شارع) شارل ديغول، أحد أهم الشوارع التجارية بمدينة تونس، وهو مواز لشارع جمال عبد الناصر.
ويبدأ النهج من شارع فرنسا وينتهي بنهج الجزائر، فيما تشقه شوارع هامة عديدة من بينها نهج إسبانيا ونهج إنجلترا، ويوجد به مركز بريد رئيسي وتفتح عليه السوق المركزية لمدينة تونس.
وأثار اسم الشارع الجدل في تونس عقب الثورة التي أطاحت بزين العابدين بن علي، حيث علت الأصوات المطالبة بتغييره، لما يمثله اسم الجنرال ديغول المثير للجدل في منطقة المغرب، التي اعتبر فيها غازيا وقاتلا حسب تعليقات ناشطي وسائل التواصل حينها.
واعتبر معلقون، أن استهداف هذا الشارع والمنطقة التي يقع فيها، هو بمثابة إنذار لخلق الذعر والفوضى في شوارع العاصمة التونسية، ومنها شوارع المنطقة التجارية التي تشهد نشاطا مزدهرا، وتستعد لاستقبال السياح في فصل الصيف، بعد أن تعافت في السنوات الأخيرة.
تهديد للسياحة
وقفزت إيرادات السياحة في تونس عام 2018 إلى 1.36 مليار دولار، مع وصول عدد قياسي من الزائرين بلغ 8.3 مليون، حسبما أظهرت بيانات رسمية، بما يمثل تعافيا قويا لقطاع حيوي بعد هجومين شنهما متشددون على السياح في 2015.
وتمثل السياحة 8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لتونس، لكن مخاوف الأعمال الإرهابية تظل تمثل مصدر قلق مستمر أمام محاولات رفع احتياطيات البلاد الضعيفة من العملة الصعبة.
وبدأت شركات السياحة الكبرى في أوروبا العودة إلى تونس العام الماضي، بعدما عزفت عن البلاد على مدى 3 أعوام عقب الهجوم على شاطئ في سوسة، أسفر عن مقتل 39 سائحا، وهجوم منفصل على متحف باردو في العاصمة تونس أدى لمقتل 21 شخصا.
وقفز عدد السياح في 2018 إلى 8.3 مليون من 7 ملايين في 2017، وشغل الفنادق سائحون من الجزائر وروسيا وأجزاء أخرى في أوروبا.
وكانت تونس تتوقع أن يصل عدد السائحين إلى 9 ملايين لأول مرة في عام 2019.