ولد الشيخ الغزواني.. ميراث ثقيل بانتظار الرئيس المنتخب
17:48 - 24 يونيو 2019يحين في الأول من شهر أغسطس المقبل موعد حفل تنصيب الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني، خلفا للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، لمدة 5 سنوات، حيث تنتظره ملفات مهمة وحزمة وعود تعهد بتنفيذها إبان حملته الانتخابية.
ولد الشيح الغزواني الذي خاض السباق الرئاسي مع 5 منافسين، كسب ثقة الناخبين من خلال برنامجه الانتخابي الذي لاقى إعجابا كبيرا من قبل مؤيديه، واستطاع من خلاله الوصول إلى سدة الحكم في موريتانيا.
وتعهد ولد الشيخ الغزواني بتسيير شفاف وعقلاني للثروات الطبيعية، وبالخصوص الغاز الطبيعي، الذي تشير المؤشرات أن استخراجه سيبدأ في عام 2021 بكميات كبيرة في البلاد.
أولويات الرئيس الجديد
وصرح ولد الشيخ الغزواني الذي فاز في الانتخابات الرئاسية مؤخرا، خلال الحملة الانتخابية، أن الدافع الأساسي وراء ترشحه هو "التعطش إلى خدمة الوطن"، وقال إنه أقدم على الترشح "ليس حبا للمال أو الرئاسة، بل رغبة منه في إصلاح موريتانيا".
ويعتبر الإعلامي الموريتاني سيدي المختار سيدي أن الأولوية بالنسبة للرئيس الجديد يجب أن تكون تهدئة الأوضاع السياسية، وإجراء حوار مجتمعي، والشروع في اتخاذ خطوات إصلاحية في ملفي التعليم والاقتصاد.
ويتوقع سيدي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن يشكل الرئيس الجديد حكومة من أطياف سياسية متعددة، تعتمد على الكفاءات من أجل القيام بهذه الإصلاحات.
تحديات
وتعلق المعارضة الموريتانية آمالا كبيرة على وعي الرئيس المنتخب، ومرونته في التعاطي مع مطالبها في المشاركة من موقعها كمعارضة ديمقراطية.
ويري الصحفي والمحلل السياسي الموريتاني جمال محمد عمر أن الرئيس الجديد يواجه جملة من التحديات الموروثة عن سلفه محمد ولد عبد العزيز، منها ما هو داخلي وما هو خارجي.
فعلى المستوى الداخلي، ينتظر من ولد الشيخ الغزواني كسر الجمود السياسي الذي طبع العلاقة بين ولد عبد العزيز وبعض أحزاب المعارضة، خاصة منها تلك التي قررت المشاركة في الانتخابات الأخيرة، وتخلت عن مواقفها المتصلبة من نظام سلفه.
ويضيف عمر: "على ولد الشيخ الغزواني أن يتصدى لبعض المشكلات المتعلقة بمظاهر الاحتقان الاجتماعي في بعض جيوب الفقر وأحياء الهامش، وذلك من خلال خلق برامج اقتصادية ذات طابع اجتماعي لخلق فرص العمل للشباب العاطل.
وعلى المستوى الخارجي، لا يعتقد عمر أن ولد الغزواني سيواجه تحديات كبيرة، "لأن سلفه قد عمل بشكل جيد على تحسين سمعة البلد وتقوية علاقاتها الخارجية، بسبب نجاحه في إدارة ملف الإرهاب واكتسابه ثقة العديد من الأقطاب الإقليمية والدولية".
لكن الرئيس المنتخ بسيظل مطالبا بالعمل أكثر على ملف حقوق الإنسان، وكسر الصورة النمطية لموريتانيا التي باتت ترتبط في أذهان بعض الدول والمنظمات الدولية بملف العبودية.
ومع انتظار مرور الأسابيع المقبلة لكي يتسلم الرئيس الجديد منصبه، تبقى آمال المواطن الموريتاني معلقة على تحسين البنية التحتية، وتوسيع دائرة التغطية الصحية وإصلاح التعليم وقطاع العدالة الاجتماعية، والالتفات إلى المناطق الداخلية وتحسين ظروف سكانها، والتعاطي بشكل إيجابي مع منظمات حقوق الإنسان ومخلفات العبودية.