الخيمة الموريتانية.. موروث شعبي حاضر في المشهد السياسي
20:22 - 18 يونيو 2019الخيمة الموريتانية، موروث شعبي أصيل رافق الإنسان البدوي الموريتاني في حله وترحاله في تماه مع طبيعته المفتوحة وكانت مسكنا ومعهدا للدرس ومأوى للضيف، ومهدا للعقد والحل، وحاضرة في كل اللحظات المفصلية لتاريخ موريتانيا، حيث شاركت في تأسيس الدولة باحتضانها أول اجتماع وزاري تشهده البلاد.
ومع بداية العهد الديمقراطي في البلاد أكدت الخيمة حضورها القوي خلال الحملات الانتخابية، حيث اعتاد الموريتانيون توظيفها، لأغراض الدعاية الانتخابية في كل موسم انتخابي.
خيام الحملات الانتخابية
مع انطلاقة الحملة الانتخابية للاقتراع الرئاسي، ينتشر ما بات يعرف بظاهرة "خيام الحملات" في الساحات العمومية وعلى أرصفة الشوارع الرئيسية في مدن وعواصم الولايات الموريتانية.
ويتم تجهيز هذه الخيم بمكبرات صوت وإضاءة مع تنسيق خاص بدأ يأخذ طابع الحداثة خلال السنوات الأخيرة.
وتلعب الخيمة التقليدية، دورا كبيرا في استقطاب الناخبين، حيث يتوافد السكان خصوصا الأوساط الشبابية خلال ساعات المساء إليها، للاستمتاع بالأمسيات الفنية، والعروض التي تقام فيها يوميا طيلة ليالي الحملة.
وفي محاولة لكسب ود الناخبين، يحرص القائمون على هذه الخيام على تنظيم أمسيات فنية يحضرها كبار الفنانين والشعراء، يتخللها الترويج للمترشحين وعرض برامجهم الانتخابية.
أداة النضال السياسي
ويعتبر الصحفي والكاتب الموريتاني محمد ناجي ولد أحمدو، أن الخيمة أداة النضال السياسي في البلاد، احتضنت أول اجتماع وزاري في تاريخ موريتانيا، وكانت حاضنة الأفراح والأتراح والتجاذبات على مدى عمر موريتانيا.
ويضيف ولد أحمدو "لذلك لا غرابة إذا كانت المهرجانات والأماسي والحفلات الانتخابية تقام تحتها. وهو ما يعبر عن حضور الخيمة في المخيلة والتراث الموريتاني".
مهنة نسائية
تقتصر مهنة صناعة الخيم على المرأة في موريتانيا، حيث تعكف مجموعة من النساء على خياطة وتطريز هذا المروث التقليلدي الذي ظل الموريتاني متشبثا به حتى داخل المدينة.
وتنشط بضاعة الخيم خلال المواسم الانتخابية، حيث تشهد إقبالا كبيرا من قبل أنصار المرشحين الذين يتهافتون على اقتناء الخيم دون الاكتراث لغلاء أسعارها في هذه الفترة.
وتقول مريم أحمد وهي إحدى العاملات في سوق الخيم، " أفضل المواسم عندنا هو موسم الحملات الانتخابية، تشهد بضاعتنا نشاطا كبيرا تعود علينا بمبالغ معتبرة تعوضنا خسارة المواسم الأخرى".
وتضيف "الإقبال على هذا الموروث التقليلدي بات ضعيفا في المواسم العادية مما تسبب في عزوف العديد من السيدات عن هذه الحرفة التي تعد تقليلدا راسخا لدى المجتمع الموريتاني."