اجتياح إنجليزي للكرة الأوروبية.. صدفة أم حقبة قادمة؟
18:44 - 10 مايو 2019بتسجيل البلجيكي إيدين هازارد الركلة الخامسة لفريقه تشلسي على إينتراخت فرانكفورت الألماني، بنصف نهائي يوروبا ليغ، اكتمل عقد الفرق الإنجليزية الأربعة في نهائيي أوروبا، لتبدأ معه حقبة جديدة.
وللمرة الأولى في التاريخ، ستخوض أندية من دولة واحدة، نهائيي دوري أبطال أوروبا ويوروبا ليغ، في واقعة قد تنبئ بهيمنة إنجليزية قادمة على عالم كرة القدم.
ولم يكن تأهل ليفربول وتوتنهام لدوري أبطال أوروبا عاديا، فقد شهدت مباراتيهما أمام برشلونة وأياكس أمستردام على التوالي، عودتان "تاريخيتان" بالنتيجة، هزت عالم كرة القدم بالكامل.
وبالتأكيد لم يكن الوصول "الرباعي" للمباراتين النهائيتين محض الصدفة، فقد أزاح ليفربول من طريقه عمالقة أوروبا، مثل بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني، بينما أخرج توتنهام بطل إنجلترا مانشستر سيتي، وأحرج برشلونة بدور المجموعات.
ومع إن كبار أوروبا مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ ويوفنتوس لم يكونوا بمستواهم المعهود هذا الموسم، إلا أن التفوق الإنجليزي الواضح قد دق ناقوس الخطر في أوروبا بالفعل، وأنبأ الجميع بأن رياح التغيير قادمة.
ويأتي الاجتياح الإنجليزي منهيا بذلك الهيمنة الإسبانية على أوروبا، والتي شهدت تحقيق برشلونة وريال مدريد آخر 5 نسخ من دوري أبطال أوروبا، بينما تناوب أتلتيكو مدريد وإشبيلية على تحقيق آخر 4 نسخ من أصل 5 ببطولة يوروبا ليغ.
رياح التغيير الأوروبية
رياح التغيير لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة لعقد البث التلفزيوني الضخم الذي أبرمته رابطة الدوري الإنجليزي قبل بضعة أعوام، والذي أدر على جميع الأندية أموالا طائلة، جعلتها هدفا للمستثمرين.
النتيجة بدأت تظهر هذا الموسم، فأكبر المدربين في العالم باتوا في "البريمييرليغ"، وجاء معهم أفضل المواهب في العالم، مع تبقي بعض كبار اللاعبين في الدوري الإسباني والإيطالي والالماني والفرنسي.
ومع الأموال الكثيرة، والعقول الكروية المميزة، والمواهب الفذة، كان لا بد أن نرى نتائج تنعكس في الملاعب، وها هي أندية إنجلترا تحتل أوروبا بالكامل، وتضرب موعدا مع موقعتين إنجليزيتين خلال 3 أيام.
ومع قرب نهاية أسطورتي كرة القدم، الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، قد تتوسع رقعة السيطرة الإنجليزية بشكل أكبر، خاصة مع فشل مشاريع كروية في أماكن أخرى، مثل مشروع باريس سان جرمان الفرنسي.
وبغض النظر عن الفائزين في نهائيي باكو ومدريد، فأن الفائز الحقيقي هو بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، التي قد تكون حسمت الصراع بينها وبين "الليغا" الإسبانية هذا العام، وكانت قد تفوقت على الدوريات الأخرى في أعوام مضت.