"الطريق إلى سرت".. المحور الثامن نحو طرابلس
17:50 - 15 أبريل 2019بعد أسبوع من تأكيد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أن معركة طرابلس تتم عبر 7 محاور حدودية إدارية، تحدث اللواء أحمد المسماري، الأحد، عن محور ثامن "خلال الأيام المقبلة"، قد يحرر العاصمة من قبضة الميليشيات والجماعات الإرهابية والمتطرفين.
وخلال الأيام الماضية، كثف الجيش الوطني الليبي هجماته الجوية، في إطار العملية التي سماها "طوفان الكرامة"، وتهدف إلى تخليص العاصمة الليبية من سيطرة الميليشيات.
وفي إيجازه الصحفي الدوري الذي تزامن مع انطلاق معركة طرابلس، توقع المسماري في مؤتمر الأمس إضافة محور ثامن إلى المعركة التي تسير بالفعل وفقا لـ"7 محاور".
ويعتقد محللون أن يكون المحور الثامن هو مدينة سرت الساحلية التي تقع في وسط ليبيا وتسيطر عليها ميليشيات من مدينة مصراتة القريبة منها بغرب البلاد، والمتحالفة مع ميليشيات أخرى في طرابلس.
وتزامنا مع انطلاق معركة العاصمة، هرع بعض من ميليشيات مصراتة إلى طرابلس، على متن شاحنات صغيرة محملة بمدافع رشاشة.
"خُدعة" سرت
وقبيل الإعلان الرسمي عن انطلاق معركة طرابلس في الرابع من أبريل الجاري، نشر المكتب الإعلامي للجيش الوطني الليبي تسجيلات مصورة لقوات تتحرك على طريق ساحلي من بنغازي، المدينة الرئيسية في شرق البلاد، نحو الغرب.
وحينها نقلت رويترز عن أحد سكان رأس لانوف، وهي بلدة نفطية في شرق البلاد تقع على الطريق الساحلي، قوله إنه رأى "دبابات وأرتالا عسكرية مدججة بالأسلحة الثقيلة متجهة نحو غرب ليبيا في اتجاه مدينة سرت".
لكن الجيش فاجأ ميليشيات العاصمة، وأعلن معركة "طوفان الكرامة" في طرابلس، انطلاقا من الجنوب، بينما تظل القوافل التي أظهرها تسجيل مصور نشره مكتب الإعلام بالجيش، وتضم مركبات مدرعة وشاحنات عليها أسلحة ثقيلة مرابطة على الحدود مع سرت.
وبعد تصريح المسماري عن المحور الثامن في معركة طرابلس، تتجه الأنظار إلى هذه القوافل التي لم تتوغل بعد في عمق سرت، الأمر الذي يعلق عليه الكابت الصحفي الليبي فرج زيدان بقوله: "أظن أن القوات المسلحة ستتجه نحو سرت في مسار متواز مع طرابلس".
ويعتقد زيدان أن معركة سرت ستكون هي المحور الثامن الذي قصده المسماري بحديثه الأخير، مدللا على ذلك بقوله: "تم تقسيم طرابلس إلى سبعة محاور إدارية حدودية ولا أعتقد أنها بحاجة لمحور عسكري ثامن ".
ويأتي الإعلان عن محور ثامن قد يضاف لمعركة طرابلس بعد أسبوع من تشكيل الجيش لـ"غرفة عمليات تحرير مصراتة" الأمر الذي علق عليه الكاتب الصحفي بقوله: "يبدو أن هذا الحديث كان موجها إلى الميليشيات، وطيرانها الحربي الذي يخرج من مطار مصراتة".
وأوضح زيدان، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن سرت ستخفف من وطأة العمليات العسكرية في طرابلس، وإرباك تحرك الميليشيات مصراتة، وبالتالي إضعافها.
طرابلس أولا
وإذا كانت معركة سرت الساحلية ستتضعف الميليشيات المساعدة لطرابلس، وبالتالي تخفف من وطأة العمليات العسكرية المحفوفة بالمخاطر بسبب الدقة في استهداف الميليشيات وتجنيب المدنيين الخطر .. لماذا لم يبدأ الجيش معركة سرت أولا ثم يتجه لطرابلس؟
يجيب الكاتب الصحفي الليبي فرج زيدان، قائلا: "طرابلس عاصمة مختطفة الآن، وبها مؤسسات يتم استخدامها لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية، لذا يولي الجيش الليبي أهمية لتجفيف منابع الإرهاب أولا، وإبعاد تلك العصابات في طرابلس عن موارد الدولة، خصوصا جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة".
وأشار إلى "تصريح رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، المقرب من جماعة الإخوان، الذي يستغل النفط ذريعة لدعوة المجتمع الدولي لمحاربة الجيش الليبي"، بحسب زيدان.
وتصب العوائد المالية لجميع الحقول النفطية في ليبيا، بما فيها تلك التي يسيطر عليها الجيش الليبي، في مصرف ليبيا المركزي، الذي يقول زيدان إنه تحت نفوذ قطري وتركي.
ويقول زيدان إن "السيطرة على العاصمة يؤدي إلى تغيير استراتيجي على جميع المحاور، الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية".
المعركة الأسهل
وبالمقارنة مع طرابلس، فإن سرت ستكون معركة أسهل بالنظر إلى بساطتها الجغرافية، وأرضها المفتوحة، وحركة الطيران غير المقيدة بها.
ومن الأسباب التي تجعل من سرت معركة سهلة هي فوضى الميليشيات التي لا تخضع لقيادة مركزية موحدة مقارنة بالجيش، كما أنها متعددة الأيديولوجيات والعقائد، ومتصارعة صراعا جهويا، وتتبع أطرافا دولية وإقليمية مختلفة، وفقا لزيدان.
ويقول محللون إن مصراتة، وهي ميناء يقع إلى الشرق من طرابلس، موطن لميليشيات ربما تكون قوتها مكافئة، ولو جزئيا، للقوات البرية للجيش الوطني الليبي المتفوق عليها جويا.
لكن الكاتب الصحفي فرج زيدان يرد على ذلك بقوله: "هذه حرب إلكترونية، فإذا كانت الميليشيات تمتلك قوة لما كان الجيش سيطر على أحياء في طرابلس".
وتابع "الميليشيات تريد أن تصطاد في الماء العكر، تحاول المقارنة بين قوتين شرقية وغربية، نحن على علم ذلك، ولا نريد أن نخسر الحاضنة المجتمعية في ليبيا. أهالي طرابلس العاصمة سئموا من المشهد الميليشاوي".